فى صحيح البخاري حديث النبى صلى الله عليه وسلم : ( لن يبرح الناس يتساءلون حتى
يقولوا: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟) وبالحديث الأخر (يأتي الشيطان أحدكم فيقول
من خلق كذا ، من خلق كذا ، حتى يقول : من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله و لينته )
قال ابن تيمية عن السؤال : معلوم بالفطرة لمَن سلِمتْ فطرته مِن بني آدم أنه سؤال فاسد
لأنه يمتنع أن يكون لخالقِ كلِ المخلوقات خالق فلو أن له خالق كان من جملة المـخلوقات
ا
والسؤال إما أن يكون عن وسوسة شيطانية الحل معها هو الاستعاذة بالله لدفع وسوسته
و إما أن يكون السؤال منشأه الجهل المفرط فيكون الحل شطر الإرشاد النبوي ( فلينته )
قال الخطابي: هذا بخلاف ما لو تعرض لك ملحد بهذا السؤال فيتم دفعه بالحجة والبرهان
ا
فعل“ خَلَقَ ”يقتضي الإيجاد من العدم أو ابتداءِ الخلق من لا شيء يقوم به خالق له القدرة
وغنى عن غيره فى ايجاد نفسه فالمفتقر لغيره في إيجاد نفسه هو أعجز عن إيجاد غيره
وكلمة “الله” إذا ذكرت قصد بها ذاتاَ كاملة الصفات واجبة الوجود مستحيلة العدم, كاملة
القدرة، والإرادة وغنية عن غيرها في إيجاد نفسها فالسؤال عن خالق الله مغالطة كبرى
ا
قال الملاحدة: الكون أزلي وغنى عن الإله يكون هذا صحيح لو لم تكن للكون بداية ولكن
الفيزيائيون والفلكيون متفقون أن للكون بداية و جاء للوجود من انفجار عظيم لثقب اسود
كأقوى الأدلة على إثبات وجود خالق للكون، فالكون بمقاييسه ودقته لا يمكن إلا أن يكون
بفعلِ مُدبِّرٍ حكيم عليم، والكون لم يخرج أبدا من العدم ، بل هو خلق من خَلقُ اللهِ الخـالق
( قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق، ثم يعيده، قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون)
فله الحمد وهو على كل شىء قدير ، ويجب البعد عن هذه الأسئلة حتى لاتقع في الهلاك
ا
والله أعلى وأعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق