الاثنين، 29 أبريل 2024

***إن هذه الآيات يتجلى فيها إكرام المؤمنين وإبعاد النصب عنهم بخلاف المنافقين فإنها يتجلى فيها إرهاقهم وإهانتهم والتهكم بهم فقد قال في المؤمنين: (هذا الجزء منقول من كتاب الدكتور فاضل السامرائي على طريق التفسير البياني الجزء الأول من صفحة 262 إلى صفحة 266 للفائدة)

1 ـ (يسعى نورهم): ولم يقل (يمشي نورهم) للدلالة على الإسراع بهم إلى الجنة، وهذا إكرام فإن الإبطاء إلى السعادة ليس كالإسراع إليها، وفي الإسراع ما فيه من الإكرام.
2 ـ (أنه تعالى أسند السعي إلى النور) ولم يسنده إليهم فلم يقل (يسعون) لأن السعي قد يجهدهم، فأسنده إلى النور فدل على أنه يسعى بهم، فهو لم يقل إنهم يمشون، لأن المشي قد يكون فيه إبطاء، ولم يقل يسعون، لأن سعيهم قد يكون فيه إجهاد، ولكنه أفاد السعي من ذكر سعي النور.
3 ـ قال(يسعى نورهم)، فذكر الفاعل ولم يقل (يُسعى بهم) بالبناء للمجهول وحذف الفاعل فلا يُدرى أيسعون في ظلمة أم في نور، فذكر أن لهم نورا يسعى.
4 ـ( أضاف النور إليهم،) وهذا فيه أمران: الأول الدلالة على أن هذا النور إنما هو نور المؤمن، وهو يدل على قدر عمله. فهو إهابة بالمؤمن ليعظم نوره ويكثره. ومن ناحية أخرى لم يقل (يسعى النور) فيجعله عاما يستضيء به المنافقون، فجعل لكل مؤمن نوره الذي يستضيء به فلا يشاركه فيه غيره، وهذا إكرام للمؤمنين وحسرة على المنافقين.
5 ـ قال (بين أيديهم) ومعنى (بين أيديهم) أمامهم، غير أنه لم يقل (أمامهم) لأن الأمام قد يكون بعيدا عن الشخص، فقد تسأل عن قرية فيقال: هي أمامك، وقد يكون النور أمامك و لا تتمكن من الاستضاءة به لبعده فقال (بين أيديهم).
6 ـ وقال (وبأيمانهم) ولم يقل (عن أيمانهم) لأن معنى بأيمانهم أنه ملتصق بالأيمان وليس مبتعدا عنها كما قال تعالى: "وما تلك بيمينك يا موسى17" طه، ولو قال (عن أيمانهم) لدل أنه متراخٍ عن أيمانهم أو منحرف عنها لأن (عن) تفيد المجاوزة، والباء تفيد الإلصاق.
7 ـ قال (بشراكم)، ولم يقل (يقال لهم بشراكم) لأنه أراد ن يجعل المشهد حاضرا ليس غائبا، يُسمع فيه التبشير ولا يُنقل.
8 ـ وأضاف البشرى إلى ضمير المخاطبين لتنال البشرى كل واحد، ولم يقل (البشرى جنات) وهو إكرام آخر.
9 ـ وقال (اليوم) للدلالة على قرب البشرى، وأنها ليست من الوعد البعيد الوقوع، والبشرى كلما كانت أقرب كانت أحب وأدعى إلى المسرة.
10 ـ وقال (جنات) ولم يقل (جنة) للدلالة على أن لكل منهم جنة أو أكثر كما قال تعالى: "ولمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" النازعات.
11 ـ قال: "تجري من تحتها الأنهار" ولم يقل (فيها أنهار) وذلك للدلالة على أنها جارية وليست راكدة، والركود مظنة الأسون، هذا إضافة إلى التمتع بمشهد الجري، ولذلك عندما لم يذكر الجري في قوله: "فيها أنهار من ماء 15" قال (غير آسن) لينفي عنها صفة الأسون، ولما ذكر الجري لم يذكر ذلك لأنه لا حاجة إليه.
12 ـ وقال (الأنهار) ولم يقل (نهر) للدلالة على كثرة الأنهار.
13 ـ قال (خالدين) وهي بشرى أخرى، وقال (فيها) للدلالة على أن الخلود في الجنات وليست الجنة مرحلة أو مكانا ينتقلون منه إلى ما هو أقل سعادة.
14 ـ قال (ذلك هو الفوز العظيم) ولم يقل (ذلك فوز عظيم) وإنما عرف الفوز بأل للدلالة على القصر وعلى أنه لا فوز أعظم منه، ثم جاء بضمير الفصل للزيادة في التوكيد.
ثم إن الأمر يعظم ويكبر بعظم قائله فإن الفوز الذي يذكره طفل أو رجل من ضعفة الناس يختلف عن الفوز الذي يذكره قائد أو ملك. فكيف وقد ذكره ملك الملوك ووصفه بالعظمة وقصره وأكده؟
15 ـ ذكر أن المنافقين يقولون (انظرونا) ولم يقولوا (انتظرونا) فإنهم يدركون أنهم لا يسعهم الانتظار، وإنما طلبوا منهم مهلة قصيرة لينظروهم أي ينتظروهم. وفي هذا دلالة على الإسراع بهم إلى الخير والسعادة، فإن الذي يسرع به إلى الخير والسعادة أكرم من الذي يبطأ به.
16 ـ ثم قال (نقتبس) ولم يقل (نقبس) والاقتباس أكثر من القبس، وذلك يدل على عظم النور الذي عندهم.
17 ـ قال (من نوركم) ولم يقل (من النور) وهذا تكريم آخر فإن النور نورهم.
18 ـ قال (قيل ارجعوا) ولم يقل (قالوا) لأنه أراد ألا ينشغلوا بما لا فائدة فيه من الكلام فتكلم الملائكة أو غيرهم بالنيابة عنهم ولم يشغلوهم بالكلام عما هو أهم، ولم يرهقوهم بكثرة القيل.
19 ـ قال (فضرب بينهم بسور) فحجزوهم عن أولئك السائلين المنافقين.
20 ـ ثم قال (له باب) للدلالة على أنهم غير محتجزين فيه، وإنما ينفذون منه إلى مرادهم.
21 ـ ثم قال (باطنه فيه الرحمة) وهو تكريم آخر وكيف لا وهم في رحمة الله؟

السبت، 27 أبريل 2024

كلمات "تَّزَاوَرُ" ، "تَّقْرِضُهُم" سورة الكهف - الآية

 

 قال الله تعالى: {۞ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (17)}
تفسير ابن عاشور: يدل على أن فم الكهف كان مفتوحاً إلى الشمال الشرقي، فالشمس إذا طلعت تطلع على جانب الكهف ولا تخترقه أشعتُها، وإذا غربتْ كانت أشعتها أبعد عن فم الكهف منها حينَ طلوعها. وهذا وضع عجيب يسّره الله لهم بحكمته ليكون داخلُ الكهف بحالة اعتدال فلا ينتاب البِلى أجسادَهم، وذلك من آيات قدرة الله. والفجوة المتسع من داخل الكهف، بحيث لم يكونوا قريبين من فم الكهف.
يقول النبي ﷺ: من دلّ على خير ؛ فله مثل أجر فاعله (رواه مسلم).

الجمعة، 26 أبريل 2024

لماذا لم يأتي ذكر أم سيدنا يوسف في سياق أحداث السورة ولا مرة ،إلا في قوله: *" ورفع أبويه على العرش "* ؟؟!!

 وسجودها له في الرؤيا...
وفي غير هذين الموضعين لا نجد لها أي ذكر ،
مع أن المفروض حزنها أضعاف حزن يعقوب الذي أبيضت عيناه وفقد بصره من شدة الحزن ...
الإجابة ببساطة أن أم سيدنا يوسف ماتت وهي تلد أخوه الصغير بنيامين، وبالتالي الأم التي رأها يوسف في الرؤيا هي زوجة أبيه التي ربته وأم أخوته الذين تآمروا عليه...
لذلك طول الأحداث كان التركيز على يعقوب لأن مهما كانت زوجة الأب متعاطفة مع يوسف لكن قلبها يحنو أيضاً على أبناءها ولن يقارن حزنها بحزن يعقوب .
هنا تجد الروعة والبلاغة والدقة القرآنية المدهشة..
في قوله (ورفع أبويه على العرش)
ولم يقل (ورفع والديه على العرش) ....
لأن كلمة والديه ستعني أمه المباشرة من النسب،
أما أبويه فتعني الأب والأم و لكن أمه التي ربته أو زوجة
أبيه ،وليست بالضرورة أمه المباشرة *.
..كما أن إستخدام كلمة الأبوين تشير إلى الأب والأم مع تغليب جانب الأب...*
*أما كلمة الوالدين فتشير إلى الأب والأم أيضاً لكن مع تغليب جانب الأم ، لأن الولادة صفة الأنثى...*
من هنا نفهم لماذا *قال تعالى "وبالوالدين إحسانا "*
*ولم يقل وبالأبوين إحسانا..*
لتزكية الأم على الأب في الرعاية والإحسان والبر ...
ما أروع وأصدق بلاغة القرآن الكريم..
إذا أعجبتك القصة رطب لسانك بالإستغفار

الخميس، 25 أبريل 2024

لماذا جاءت كلمة "جنة" في القرءان كله بتاء مربوطة، إلا موضع سورة الواقعة (فأما إن كان من المقربين، فروح وريحان #وجنتُ نعيم) بتاء مفتوحة؟ فيها عبرةٌ واللهِ لمن يعتبر.

 
وهي أن اختلاف الرسم القرءاني للكلمات التي لفظها واحد ومبناها واحد، فيه حكمة، وهو من الوحي، وهكذا أنزل القرءان، ومن ذلك هذا المثال الذي بين أيديكم إخواني وأخواتي الكرام، وهو أن الجنة أمر غيبي لا يُدرك بالحِس، فناسب ذلك أن تكون التاء مربوطة (مغلقة) إشارة لنا إلى أن الجنة أمر مغلق علينا، أما في موضع سورة الواقعة جاءت كلمة (جنت نعيم) بتاء مفتوحة، لأنها في هذه الحالة تكون الجنةُ مشاهدةً عيانا، لأنها لحظات احتضار، ويرى الإنسان حينها مقعده من الجنة، ويرى تبشير الملائكة له ويسمع كلامهم، ويرى الحنوط الذي جاءوا به من الجنة، فناسب ذلك أن تكون كلمة "جنة" بتاء مفتوحة، وإليك سياق الآيات:
( فلولا إذا #بلغت_الحلقوم ■ وأنتم حينئذٍ تنظرون ■ ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ■ فلولا إن كنتم غير مدينين ■ ترجعونها إن كنتم صادقين ■ #فأما_كان_من_المقربين ■ فروح وريحان #وجنتُ_نعيم

الأربعاء، 24 أبريل 2024

الاختلاف بين أرسل وابعث


 

لم يقل إبليس ساجدين ولم يقل خاشعين بل قال شاكرين

*(وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)*

الشكر هو التحدي الأعظم بين الشيطان وبين البشر .. لم يقل إبليس ساجدين ولم يقل خاشعين بل قال شاكرين
إن كانت التقوى هي الغاية من العبادات (لعلكم تتقون) فإن الشكر هو الغاية من التقوى
*(فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)*
*(وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)*
الشكر هو عبادة الصفوة من خلق الله فهو الغاية التي امتدح الله بها الأنبياء "إنه كان عبدا شكورا" وقال ﷺ "أفلا أكون عبدا شكورا
نسأل الله ان يجعلنا وإياكم من الشاكرين

لماذا قال الله سبحانه وتعالى ضعافاً ولم يقل ضعفاء؟(المصدر / بقلم الدكتور أنس العمايرة/ الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن)

 (وليخش الذين لو تركوا من خلفهِم ذريةً ضِعافاً)الآية ٩ من سورة النساء الفرق بين ضِعَاف و ضُعَفَاءُ

أولاً: "ضِعَاف": جمع "ضَعِيف" على وزن "فِعَال"، فريدة من فرائد التعبير القرآني قصد بها: القُصَّر الذين لم يبلغوا سن الرشد؛ وبالتالي فاستخدمت في الأمور المعنوية فقط.
ثانياً: "ضُعَفَاءُ" جمع "ضَعِيف" على وزن "فُعَلاء": وقصد به الأمور المعنوية كضعف الرَّأْي أو النفس أو الحال. وكذلك قصد به الأمور الحسية أي: الضُعف البدني كالهرم وغيره.والله تعالى أعلم.