الأربعاء، 24 مايو 2023

لفرق بين (قاصرات) و (مقصورات) قوله تعالى: ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٥٦)﴾ الرحمن قوله تعالى: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) ﴾ الرحمن * اللمسة البيانية :

1- قاصرات :اسم فاعل يدلّ على معنى مجرد وعلى فاعله .
2- مقصورات اسم مفعول يدلّ على معنى مجرد وعلى مفعوله .
* الآيتان من سورة الرحمن : الأولى تدلّ على مقام المقربين في الجنة وهم أصحاب المقام الأعلى
والآية الثانية تدلّ على مقام الأبرار في الجنة وهم أصحاب المقام الأدنى (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ )
كلمة ( قاصرات ) المقصود بها الحوريات اللاتي لا ينظرن إلا إلى أزواجهنّ دون توجيه من أحد ؛ أي هكذا خلقهنّ الله ؛ لأنّ قاصرات اسم فاعل ويدل على المعنى ومن قام بالفعل.
أما كلمة ( مقصورات ) أيضا المقصود بها الحوريات في الجنة اللاتي لا ينظرن إلا إلى أزواجهن ولكن بتوجيه من غيرهن ؛ لأن مقصورات اسم مفعول يدل على المعنى ومن وقع عليه الفعل . وهذا المقام أقل من مقام القاصرات.
** مثال توضيحي :
لو أنَّ رجلاً عنده بنتان الأولى تدرس وتساعد في أعمال البيت دون توجيه من والديها
و الثانية تدرس وتساعد ولكن بتوجيه من والديها
السؤال : أيتهما الأفضل ؟
لا شك البنت الأولى هي الفضلى .
وكذلك القاصرات أفضل من المقصورات وهن للمقربين أما المقصورات للأبرار أصحاب المقام الأدنى.
جعلنا الله وإياكم من المقربين

الثلاثاء، 23 مايو 2023

#من_عجائب_النحل🐝🍯 ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻳﺴﻜﺮ ﻭﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ( ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ)


ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺷﻴﺌﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻭﻳﻌﺠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻢ .. !
ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺤﻞ ،
ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺭﺣﻼ‌ﺗﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻹ‌ﻳﺜﺎﻧﻮﻝ ethanol ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻨﺘﺞ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻤّﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ، ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ ﻟﺘﻠﻌﻖ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ﻗﺴﻤﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻓﺘﺼﺒﺢ " ﺳﻜﺮﻯ " ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻤﺪﺓ 48 ﺳﺎﻋﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻷ‌ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻟﻬﺬﻩ " ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ " ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻷ‌ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻺ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺤﻼ‌ﺕ ﺍﻟﺴﻜﺮﻯ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ، ﻭﻣﺆﺫﻳﺔ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺗﻔﺮﻍ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻤﻤﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺑﺄﻧﻪ { ﺷﻔﺎﺀ } ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
{ ﻳَﺨْﺮُﺝُ ﻣِﻦْ ﺑُﻄُﻮﻧِﻬَﺎ ﺷَﺮَﺍﺏٌ ﻣُﺨْﺘَﻠِﻒٌ ﺃَﻟْﻮَﺍﻧُﻪُ ﻓِﻴﻪِ ﺷِﻔَﺎﺀٌ ﻟﻠﻨﺎﺱ } [ﺍﻟﻨﺤﻞ: 69]
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻫﻴَّﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎً ﻭﻻ‌ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻷ‌ﻱ ﻣﻮﺍﺩ ﺳﺎﻣﺔ ؟
ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺧﻼ‌ﻝ 30 ﻋﺎﻣﺎً ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻨﺤﻞ . ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻠﻴﺔ ﻧﺤﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺤﻼ‌ﺕ ﺯﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ " ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹ‌ﻧﺬﺍﺭ" ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺴﺲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ ﻭﺗﻘﺎﺗﻠﻪ ﻭﺗﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ !!
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﺮ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﻃﺮﺩﻫﺎ ﺑﻞ ﻭ" ﺗُﺠﻠﺪ" ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﻼ‌ﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺎﺕ ،
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺤﻼ‌ﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺮﺗﻬﺎ ﺳُﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً .
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﺳﻴﻜﺴﺮﻭﻥ ﺃﺭﺟﻠﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻤﻨﻌﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ !!!
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻫﺒﻬﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺩﺭﺍﻙ ﺑﺎﺩﺍﺭﺓ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﻦ
سبحان الله العظيم

الثلاثاء، 16 مايو 2023

*ما الفرق بين هُمَزة وهمّاز؟قال تعالى في سورة الهمزة (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1}) وقال تعالى في سورة القلم (هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ {11}

 ما الفرق بين هُمَزة وهمّاز؟

)الفروق بين الآيتين في الصيغ فصيغة همّاز هي صيغة مبالغة على وزن فعّال تدل على الحرفة والصنعة والمداولة في الأصل مثل نجّار وحدّاد وخيّاط. وعندما نصف شخصاً ما بـ (كذّاب) فكأنما نقول أن صَنعَتُه الكذب.

 أما صيغة هُمَزة فهي مبالغة بالتاء وهناك أكثر من نوع للمبالغة بالتاء:

1. ما أصله غير مبالغة وبالغ بالتاء مثل راوي – راوية (للمبالغة) وهي في الأصل صيغة مبالغة ونأتي بالتاء لزيادة المبالغة. ما أصله صيغة مبالغة ثم نأتي بالتاء لتأكيد المبالغة وزيادتها ، مثل : (هُمزة) فأصلها (هُمَز) وهي من صيغ المبالغة مثل (حُطَم ـ لُكَع ـ غُدَر ـ فُسق) ، فنأتي بالتاء لزيادة  المبالغة. ويقول أهل اللغة : ما بولغ بالتاء يدل على النهاية في الوصف أو الغاية في الوصف . فهذا التأنيث للمبالغة بل الغاية في المبالغة، وهذا ما تدل عليه كلمة (هُمَزة)

الخميس، 11 مايو 2023

*ما الفرق بين الآيتين (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)الإنسان) و(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)الطور) ؟(د.فاضل السامرائى)


 

الولدان هم الصغار أما الغلمان أي الغلام الشاب الذي أوشك على البلوغ. الوليد منذ أن يولد إلى أن يصل إلى سن البلوغ الغُلمة يسمى ولداً ثم يقال غلام. في الجنة لما يذكر غلمان يقول غلمان لهم أي مختص بهم (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ (24) الطور) أما ولدان فعامّة (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) الواقعة) لا يقول ولدان لهم لأنهم صغار أما الكبير يكون مثل الأسرة خاص بالبيت. الغلام أقل من الشاب سنّاً أو بداية الشباب إذا طال شاربه.

الفرق بين الآيتين أنه في آية سورة الإنسان قال تعالى (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)) لم يذكر (لهم) وإنما ذكر الولدان الذين يأتون بالأشياء كما يأمر الله تعالى أما في آية سورة الطور (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)) ذكر (لهم)بمعنى خاصّين بهم وليسوا عامّين كالذين ورد ذكرهم في آية سورة الإنسان، فأصبحوا مكنونين لأنهم أصبحوا في الأسرة والعائلة متخصصين في خدمتها. أي عائلة؟ إذا نظرنا إلى الآيات التي سبقت الآية المذكورة في الطور نجد قوله تعالى (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)) فالكلام عن الأسرة وهذه الأسرة أصبح لها خصائص كذلك قوله تعالى (ويطوف عليهم غلمان لهم) أي خاص بهم كأنهم لؤلؤ مكنون وسياق الآيات في سورة الطور فيه خصوصية شديدة للمؤمنين

الثلاثاء، 9 مايو 2023

لماذا جاءت ذكر اساور من فضة في سورة الإنسان بينما جاءت من ذهب ولؤلؤا في سورة فاطر؟(د.فاضل السامرائى)

ذا نظرنا في سياق الآيات في سورة فاطر من قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)).

ففي سورة فاطر قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)) وفي سورة الإنسان قال (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً {7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8}) والأكيد أن الإنفاق سراً وعلانية هو أعم وأشمل من إطعام الطعام على حبه المسكين واليتيم والأسير.
ثم إن الذين يتلون الكتاب ويقيمون الصلاة هي أرفع وأعلى من الوفاء بالنذر لأن النذر أصلاً مكروه شرعاً وفي الحديث: "النذر صدقة البخيل" فالأمو التي ورد ذكرها في فاطر هي أعم وأرفع وأعلى مما ورد في سورة الإنسان فتلاوة القرآن أوسع من إفامة الصلاة ولهذا قدّم التلاوة على الصلاة والإنفاق لأن الصلاة لا تصح إلا بتلاوة القرآن والتلاوة تكون في الصلاة وفي غير الصلاة.
ثم إن التلاوة والصلاة جاءت بصيغة المضارع بينما جاء الإنفاق بصيغة الماضي لتكرر التلاوة والصلاة أكثر من الإنفاق. فالوصف في سورة فاطر أعلى مما جاء في سورة الإنسان هذا أمر
والأمر الآخر أنه تعالى في سورة فاطر ذكر (يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) بينما قال في سورة الإنسان (إن هذا كان لكم جزاء) ففي سورة فاطر توفية وزيادة وهما أعلى من الجزاء لذا ذكر الؤلؤ وهو الزيادة ، وكذلك في فاطر قال تعالى (إنه غفور شكور) وفي الإنسان (وكان سعيكم مشكورا) فزاد المفغرة على الشكر في سورة فاطر.
ثم ذكر في سورة فاطر (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا) باسناد الفعلين إلى نفسه تعالى وهذا في مقام التكريم ثم ذكر الإصطفاء بالذات وهو من باب التكريم أيضاً. اصطفاهم هذا تكريم والتكريم الآخر هو الإسناد في قوله (أورثنا).
قسّم تعالى المصطفين إلى قسمين (مقتصد) و(سابق بالخيرات) ذكر السابقين وهم أعلى المكلفين فلا يناسب معهم أن يذكر الأساور من فضة لأنها قد تدل على أن الفضة للسابقين مه أنه يجب أن يتميزوا لأنهم أعلة المكلّفين ولهذا جاء بأساور من ذهب لؤلؤا ليتناسب مع المذكورين.
قوله تعالى في فاطر (ويزيدهم من فضله) (وذلك هو الفضل الكبير) يناسب الزيادة أيضاً لأن هذا الفضل يقتضي الزيادة.
ذكر المغفرة والشكر مرتين (إنه غفور شكور) و(إن ربنا لغفور شكور). من الناحية البلاغية، لمّا ذكر تعالى (يتلون كتاب الله) قال (إنه غفور شكور) بدون اللام ولمّا ذكر الظالم لنفسه والمقتصد ذكر أنهم يدخلون الجنّات ذكر اللام في قوله (إن ربنا لغفور شكور) لأنه هؤلاء محتاجون للمغفرة أكثر ولولا المغفرة لما دخلوا الجنة وهؤلاء أحوج إلى المغفرة من الأولين لذا أكد باللام (إن ربنا لغفور شكور) فالتأكيد جاء بحسب الحاجة إلى المغفرة.
قال تعالى في سورة الإنسان (حُلّوا أساور من فضة) وفي فاطر (يحلون فيها من أساور من ذهب) فيها تكريم لأن (من) تفترض الكثرة لأنهم أعلى من المذكورين في سورة الإنسان لأنه عندما نقول لأحد مثلاً إلبس هذه الثياب أو البس من هذه الثياب بالتأكيد الثانية أوسع لأن له أن يختار من بين الثياب ما يشاء.
ثم قال تعالى (حُلوا) بصيغة الماضي وفي سورة فاطر (يحلّون) بصيغة المضارع وفي الآيتين الفعل مبني للمجهول لكن في سورة الإنسان الإخبار بما هو حاصل أما في سورة فاطر فالإخبار بشيء لم يحدث بعد وفيه إخبارهم أنهم سيدخلون الجنة (يدخلون الجنة) لذا جاءت يُحلّون.