الخميس، 29 ديسمبر 2022

المُنفقون كـالشهداء .. "لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

واحد يسأل صاحبه أنت مش خايف وإنت بتعطي الفلوس للفقراء أن أزمتك المالية تطول .. وأنت يمكن تحتاج هذه الفلوس ..؟
توقعت أنه يكون الرد: ما نقص مال من صدقة أو أنفق يُنفق عليك لكن الإجابة:
المُنفقون كـالشهداء .. "لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
بحثت في القرآن الكريم عن صحة هذا الكلام لقيت أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون جاءت فعلا في حق الشهداء والمُنفقين ..٠
جاءت في حق المُنفقين في سورة البقرة..
ففي الآية 274 ..
"الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
أنفق ولا تخشى من ذي العرش اقلالا .. فلا خوف عليك ولا حزن.

 

لمسات بيانية فى سورة الفاتحة































 

الإعجاز في الألفاظ

  أما في سورة الكهف فجاءت “نبغ” في قوله تعالي:

“قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا(63)قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا(64)

في سورة يوسف جاءت “ما” استفهامية لتوضيح الغاية من طلبهم وتمام الحرف في الاية الاولي ناسب تمام الهدف لديهم فكان استعماله دقيق.

بينما في الأية الثانية في سورة الكهف جاءت “ما” لأنها اسم موصول فالغاية لم تكن فقدان الحوت فالفقدان كان مجرد وسيلة لمقابلة الخضر وبالتالي فان نقصان الهدف ناسب نقصان كلمة نبغي فجاءت “نبغ”وتتعدد الأمثلة للإعجاز البياني للقران،

التكرار ودلالته في التعبير القراني

في سورة الفاتحة جاءت الأيات: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ” فتكرر اللفظين الصراط جاء أول مرة معرف بالآل، بينما في الأية الثانية جاء معرف بالإضافة.
ومعني هذا أن اللفظ الأول هو الثاني، بينما إذا جاء الاسم الأول نكرة والثاني نكرة دل هذا علي التعدد فالاسم الأول غير الاسم الثاني.
ومثال علي ذلك ما حجاء في سورة سباً: ” وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ” ويقصد هنا أن الشهر الأول غير الشهر الثاني فمجموع الأشهر في الأية اثنان.
في سورة الشرح يتكرر الألفاظ في قوله تعالي ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5)إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(6)”

كلمة العسر جاءت معرفة مما يعنى أن العسر الأول هو الثاني فالعسر أمر واحد، بينما كلمة “يسر” جاءت نكرة فهذا يدل علي أن اليسر الأول غير اليسر الثاني لان كلاهما جاء نكرة.
ولهذا تعتبر هذه الأية تبشير لكل الذين يعانون من الابتلاء في الحياة أو الضيق أو المحنة بان العسر واحد وسيزول بينما اليسر فهو ضعف العسر واكثر منه مما يبعث الأمل في النفوس التي ضاقت بالمحن.

 

 

وفي سورة مريم ظهر دقة التعبير القراني في قوله تعالي: ” يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12)وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13)وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا(14)وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(15) ” وقد جاءت كلمة “سلام” نكرة. بينما في الأية : “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا(32)وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33)َ” وجاءت الكلمة “السلام” معرفة.

السبب في ذلك أن قصة سيدنا يحيي جاء فيها “سلام” نكرة وقد جاءت مع ذكر نعم الله علي سيدنا يحيي فقد كان مباركا يوم ميلاده ويوم وفاته ويوم يبعث من جديد.بينما في الأية الخاصة بسيدنا عيسى عليه السلام، فجاءت لفظ “السلام” ليدل علي انه دعاء من سيدنا عيسى إلي الله أن يمنحه السلام في يوم ميلاده ويوم وفاته واليوم الذي يبعث فيه.

ففي الأية التي جاءت عن سيدنا عيسى فهي دعاء منه ولهذا جاءت معرفة للدلالة علي رغبته في الحصول علي السلام الشامل والكثير.

وكذلك لان سيدنا عيسى من أولي العزم بينما سيدنا يحيى لم بكن كذلك ولهذا السلام الذى حصل سيدنا عيسى اكثر حصوصية

 

“مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”

“مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” ففي الأية لا يصف الله بيت العنكبوت بانه أوهن الخيوط” ولكن تم استعمال تعبير “أوهن البيوت” وذلك لان الحقيقة العلمية أن خيوط العنكبوت من اقوي الخيوط فهو يوازى في قوته الفولاذ، ولهذا فقد تم استعمال تعبير أوهن البيوت وليس أوهن الخيوط