الأحد، 25 ديسمبر 2022

﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾: هنا إيجاز بالحذف في جملة وقعتْ بين الهمزة والفاء: ﴿ أَفَلَا ﴾؛ أي أفَعمِيَ فلم يَعلم، أو أجَهِل فلم يُدرِك، واستعمال الهمزة هنا يُفيد التقرير والتقريع، والفعل ﴿ يَعْلَمُ ﴾ من أفعال القلوب، أي: يجب أن يَعلم ويُدرك ويُوقن، و﴿ بُعْثِرَ ﴾ مبني لما لم يُسمَّ فاعله، أي: يُبعثِره الله، بَناه للمجهول؛ للعِلم بالفاعل، و﴿ مَا ﴾ لغير العاقل مع أن المبعوث عاقل، وهو إما لقيام "ما" مقام "مَن" لكثرة مَن يُبعَث مِن إنسان وحيوان وطير ونحوه، وإما جاءتْ على أصلها احتقارًا لشأنه، فهو لجهْلِه بمهمَّتِه، وعدم تحقيقه لرسالته - .﴿ فِي الْقُبُورِاستعمال "في" يفيد أن جميع مَن في قبور الأرض مهما بَعُد وكثُرَ سيَخرج، و(أل) في القبور جنسية؛ أي: جِنس قبور الأرض ستَلفِظ ما فيها حيًّا، يَمضي إلى عرصات يوم القيامة، إلى أرض المحشَر؛ حيث الحساب والجزاء. والقبور جمع كثرة على وزن فُعُول، وما أكثر قبور البشر المُنتشِرة على مرمى البصر، فكل قبر سيَلفِظ كل ما فيه، وكل أرض ستُخرِج مَخبوءها.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌳 ما الفرق بين قوله تعالى (فتحت أبوابها) في النار و(وفتحت أبوابها) في الجنة في سورة الزمر؟🖌 د/فاضل السامرائي

الفرق بينهما حرف واحد غيّر معنى الآيتين وهو حرف (الواو). في وصف دخول الكفار قال تعالى: (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها) وفي دخول المؤمنين الج...