الفرق بين رسم (ءاناء اليل) ورسم (ءانائ اليل)

 

الفرق بين رسم (ءاناء اليل) ورسم (ءانائ اليل)

زياد السلوادي

وردت لفظة (ءاناء ، ءانائ) ثلاث مرات في القرآن الكريم، اثنتين برسم (ءاناء) في قوله تعالى:

(ليسوا سواء من أهل الكتب أمة قائمة يتلون ءايت الله ءاناء اليل وهم يسجدون) آل عمران: 113.

(أمن هو قنت ءاناء اليل ساجداً وقائماً يحذر الأخرة ويرجو رحمة ربه) الزمر: 9.

ومرة برسم (ءانائ) في قوله تعالى:

(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن ءانائ اليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى) طه: 130.

وقد سبق أن بينا أن الياء أو الألف المقصورة حين تضاف الى الكلمة فإنها تحمل معنى كلياً، وحين تغيب عن نفس الكلمة فإنها تحمل معنى جزئياً.

وفي آية آل عمران التي حذفت فيها الألف المقصورة من كلمة (ءاناء) نجد أن الآية تصف جماعة من أهل الكتاب يتلون آيات الله ءاناء الليل. وحيث أنه لا يتصور أنهم جميعاً كانوا يتلون آيات الله من أول الليل الى آخره، فإن السياق يعني أن بعضهم كان يتلو أول الليل وبعضهم الآخر ربما تلا في منتصفه، وآخرين ربما تلو في هزيع الليل الأخير.. وهكذا.

وكذلك الحال في آية سورة الزمر، حيث السياق يحمل معنى جزء من الليل يقنت فيه المؤمن ساجداً وقائماً، وليس الليل كله من أوله الى آخره.

ويذكرنا هذا الأمر بقوله تعالى من سورة المزمل مخاطباً رسوله عليه الصلاة والسلام:

(قم اليل إلا قليلاً، نصفه أو انقص منه قليلاً، أو زد عليه ورتل القرءان ترتيلاً) المزمل:2-4.

أما آية طه التي وردت فيها اللفظة بزيادة الألف المقصورة ( ومن ءانائ اليل فسبح)، فإنها تحمل معنى كلياً لأنها تذكر الليل كله من أوله الى آخره ثم تأمر النبي عليه السلام أن يختار منه وقتاً يسبح الله فيه، حيث استخدم السياق حرف الجر (من) الذي يحمل معنى التبعيض، أي خذ جزءً من الليل كله سواء كان هذا الجزء في أول الليل أو في منتصفه أو في آخره. كما يقول رجل لأخيه: خذ من مالي نصفه أو ثلثه. فالمال هو كل المال والمعطى منه نصفه أو ثلثه. ولذلك جاء الرسم القرآني للكلمة بإثبات حرف الألف المقصورة في آخر الكلمة.

وعليه فإن:

ءاناء الليل: أي جزء من الليل.

ءانائ الليل: أي كل الليل.

والله تعالى أعلم.