الاثنين، 15 مارس 2021

ما دلالة ذكر الجمع في (خلقهن) مع أنهما مثنى أي الشمس والقمر؟(

 

قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فصلت) ما دلالة ذكر الجمع في (خلقهن) مع أنهما مثنى أي الشمس والقمر؟(د.حسام النعيمى)

لو تأملنا الآيات نجد أنها لا تشير إلى الشمس والقمر فقط. (ومن آياته) وآيات الله سبحانه وتعالى في كونه لا تُعد ولا تُحصى ومن آياته: الليل والنهار والشمس والقمر، إذن عندنا أربع آيات لذلك قال (خلقهن)؟ لكنه يمكن أن يسأل لماذا لم يقل خلقها مع أنها لغير العاقل؟. لا تسجدوا للشمس والقمر وإنما اسجدوا للذي خلق هذه الأشياء التي ذكرها، فهي لا تعود على الشمس والقمر وحدها وإنما على الليل والنهار والشمس والقمر. لا تسجدوا للشمس ولا للقمر فيها تأكيد لم يقل لا تسجدوا للشمس والقمر لأنه قد يُفهم أن الممنوع هو السجود للشمس والقمر فهو يسجد للقمر وحده. لا تسجدوا للشمس وللقمر مجرد هنا أكد ولكن للإثنين، لا تسجدوا للشمس ولا للقمر، قرّب وأكّد باللام ولو قال للشمس والقمر لاعترض العرب وقالوا قد يُفهم أن المنهي عنه السجود للشمس والقمر معاً فيمكنه أن يسجد لواحد منهما. الأعراب كانوا فصحاء رغم أنهم لم يكونوا يكتبون العربية ولذا النحاة كانوا يخرجون إلى البادية يسمعون منهم. لذلك كرّر (لا) للتأكيد والفصل، (واسجدوا لله الذي خلقهن) أي الأربعة أشياء ولو قال واسجدوا لله الذي خلقها ينصرف الذهن لخلق الشمس لأنها المؤنث الوحيد كأنه خلق الشمس وليس الليل والنهار والقمر. في اللغة يمكن أن تقول خلقها من حيث اللغة لكن من حيث القرآن لا يجوز أن يقال إلا (خلقهن). القرآن أشبه ما نسميه الآن بالصياغات القانونية فالقانون يصاغ كل حرف وكل كلمة مقصودة ومع ذلك يخطئ البشر فيجتمع أهل القانون ويعيدون الصياغة مرة أخرى حتى يتفادوا أي منفذ لكن الله تعالى أبى أن يصح إلا كتابه. إذن خلقهن تعود للمخلوقات المذكورة من قبل في الآية الليل والنهار والشمس والقمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(صاحب الحوت) و(وذا النون) و(يونس) ذكرت فى القرآن الكريم محسوبة بدقة متناهية

  في القرآن الكريم تأتي الالفاظ دقيقة الاستعمال وافية البلاغة ، فلكل حرف مدعاة للاستعمال ، وموقع كل كلمة هو رتبة محسوبة بدقة متناهية ، فلا ك...