الثلاثاء، 6 أبريل 2021

على صلاتهم دائمون ومحافظون

 

يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَزِيزِ في سُورَةِ المَعَارِجِ: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾. فَمَا هُوَ الفَارِقُ بَيْنَ المُدَاوَمَةِ عَلَى الصَّلَاةِ وَالمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا؟ 

فَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾. وَصْفٌ لِحَالِ المُصَلِّينَ الذينَ اسْتَثْنَاهُمُ الحَقُّ تَبَارَكَ وتعالى بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا المُصَلِّينَ﴾.

فَوَصَفَهُمُ ابْتِدَاءً بِالمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا، يَعْنِي أَنَّهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى أَدَائِهَا، وَلَا يُخِلُّونَ بِهَا، وَلَا تَشْغَلُهُمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ أَدَائِهَا.

ثُمَّ وَصَفَهُمْ خِتَامًا بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾. يَعْنِي: يُرَاعُونَ إِسْبَاغَ الوُضُوءِ لَهَا، وَيُرَاعُونَ أَوْقَاتَهَا، وَيُقِيمُونَ أَرْكَانَهَا، وَيُكْمِلُونَهَا بِسُنَنِهَا وَآدَابِهَا، وَيُحَافِظُونَ عَلَيْهَا مِنَ الإِحْبَاطِ بِاقْتِرَافِ الآثَامِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالدَّوَامُ عَلَيْهَا يَرْجِعُ إلى نَفْسِ الصَّلَاةِ، أَمَّا المُحَافَظَةُ عَلَيْهَا فَيَرْجِعُ عَلَى أَحْوَالِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...