الخميس، 8 أبريل 2021

كُتِبَ عَلَيْكُمْ ﴾ ولم يقل فرض عليكم،

 

هذه آية (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
نلاحظ أن قبلها آية الصبر قال تعالى (والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس) لأن
الصيام كله صبر، وبعدها آية الحج ( الحج أشهر معلومات ) لأنه يأتى بعد صيام رمضان
🎇ا🎇
ونلاحظ أن ربنا تعالى قال“يا أيها الذين آمنوا”خاطب المؤمنين بنفسه ولم يقل للنبى صلى
الله عليه قل لهم وإنما ناداهم مباشرة لأهمية الصيام كعبادة قديمة كتبها على الامم السابقة
🎇ا🎇
ونلاحظ قول تعالى ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ ﴾ ولم يقل فرض عليكم، فالحِكمة في اختيار لفظ [ كُتِب ]
أن الصيام عبادةٌ شاقة للإمتناع عن أمور محبوبة وضرورية للبدن ، ففرض الصيام بلفظ
“ كتب” فالكتابة تكليف أوثق وأقوى مِن لفظ (فُرض) الذى بكون شفهيًّا، أما (كتُب) تكليف
رسمي مكتوب للتثبيت كقول الله تعالى ( كتب ربكم على نفسه الرحمة) للتثبت من رحمته
🎇ا🎇
نلاحظ عظمة تعبير القرآن استخدم كلمة" الصيام " للعبادة بدل " الصوم" التى إستخدمها
للصمت أو الصوم عن الكلام قال تعالى ( إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسياََ)
( فالصوم ) هو الإمساك عن الكلام, أما ( الصيام ) إمساك عن الطعام وشراب ومفطرات
🎇ا🎇
أما الحكمة من قوله تعالى ﴿ كما كُتب على الذين من قبلكم ﴾ لأن الصيام أمرا شاق فيسره
الله بذِكر أنكم لستم وحدكم الذين خصصتهم بهذه العبادة لتنافسوا الأمم السابقة لمرضاتى
🎇ا🎇
ويُرجع المؤرخون بداية تشريع الصيام إلى عهد نوح عليه السلام كأول من صام رمضان
لما سلم وقومه من الطوفان، وعن أبي هريرة: يوم عاشوراء رست السفينة على الجُودِي
فصامه نوح شكرًا لله وصامَه بعد قرون موسى وقومه شكرًا لنجاتهم من فرعون وبَطْشه
🎇ا🎇
والمرجح أن الصيام قبل سيدنا نوح لقول ابن عباس رضي الله عنهما أن الله كتب صيام
رمضان منذ آدم حيث أكل من الشجرة وتاب فأخرت توبته لأنه بقي فيه أثر الأكلة ثلاثين
يوماً فلما صفا جسده منها قبل الله توبته وكتب عليه وذرته صيام ثلاثين يوماً فى كل عام
🎇ا🎇
أما صيام اليهود: " نجد فِي التوراة مدح للصيام وللصائمين، وثبت إنّ موسى عليه السلام
صام أربعين يوماً، واليهود بهذه الأزمنة يصوموا أسبوعاً تذكاراً لخراب أورشليم وأخذها
وأنّ التوراة فرضت عليهم صوم العاشر من الشهر السابع بليلته كانوا يسمّونه عاشوراء
🎇ا🎇
أَما النصارَى فِي الاناجيل مدح للصيام وللصائمين، وأشهر صومهم وأقدمه الصـوم الكبير
الذي قبل عيد الفصح وقد صامه موسى وكان يصومه عيسى عليهما السلام، والحواريون
ثمّ وضع رؤساء الكنيسة أنواع الصيام عن اللحم والسمك والبيض واللبن و غيّروا وبدلوا
🎇ا🎇
وعن الشعبي وقتادة:كتب الله تعالى على قوم موسى وعيسى صوم رمضـان فغيَّروا وزاد
أحبارهم عليهم عشرة أيام ، ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله ليزيد في صومهم
عشرة أيام ففعل فصام النصارى خمسين يومًا و صعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع
🎇ا🎇
وأما صيام زكريا ومريم كان عن الكلام ( إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا)
🎇ا🎇
ابن عباس قال عن ( كما كتب على الذين من قبلكم) كان ثلاثة أيام شهريأ فجعلت رمضان

فرض عليهم صيامه فقالوا: نقدم عشراً ونؤخر عشراََ نزيد عشرين يوما نكفر بها صنيعنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...