قال: متى وُلد البخاري؟
فقلتُ: 194 هـ .
فقال: ومتى توفى النبي؟
فقلتُ: 11 هـ .
فقال: أيعقل أن يأتي البخاري بعد كل هذه الفترة ويجمع السنة ؟
فقلتُ: أتعرف القارئ " مشاري العفاسي" ؟!
فقال: وما علاقته بالبخاري؟
قلتُ: فقط أجب .
قال: نعم أعرفه و أسمع له .
قلتُ: متى آخر مرة سمعت له؟
قال: منذ أيام .
قلت: يعني في سنة 2017 التي توافق عام 1438 هجري ؟
قال: نعم
قلت: أتدري أن مشاري العفاسي حصل على إجازة في القرآن الكريم تلقاها عن شيخه , وشيخه تلقاها عن شيخه, وشيخه تلقاها عن شيخه إلى أن وصل للنبي؟
قال: نعم .
فسألته: تتوقع كم عدد سلسلة الأشخاص التي تلقى عنهم مشاري العفاسي للقرآن الكريم إلى أن وصل للنبي؟ يعني تتوقع كم شخص بين مشاري و النبي ؟
فقال: أكيد عدد كبير قد يصل إلى الالاف .
فقلت له: هل تصدقني إن قلت لك برغم اننا في عام 2017 الموافق 1483 هجري تجد أن الفرق بين مشاري العفاسي والنبي هم ( 29 ) شخص فقط؟ نعم , يعني مشاري تلقى عن شخص ثم عن شخص ثم عن شخص إلى أن وصل للنبي, ومجموع هؤلاء الأشخاص ما بين مشاري والنبي هم ( 29 ) شخص فقط .
فقال : كيف ؟
فقلت: إن قسمت عدد سنوات الهجرة 1438 / 29 شخص = 50 سنة , يعني إذا كان متوسط عمر الشخص 50 سنة , ستغطي هذه الفترة التي تراها كبيرة , فما بالك بالبخاري والذي بدأ بدراسة الحديث في 204 هجريًا؟
فقال: ولكن هذه المدة ليست قليلة .
فقلتُ: هل تعلم أن هناك أحاديث في صحيح البخاري نقلها عن النبي والفرق بين البخاري و النبي 3 أشخاص فقط؟ وبالتالي الفرق بين البخاري والصحابة عدد 2 شخص فقط !! وهي ما تُعرف بـ " ثلاثيات البخاري ". فما بالك بمن هم قبل البخاري؟
فقال: وهل هناك من كتب قبل البخاري؟
فقلتُ: هذا ما يريدون أن يقنعوك به, أن البخاري أول من كتب و جمع , فهل تعلم أن هناك ما يقرب من (25) مؤلف حديثي قبل البخاري ! من كتبهم ( همام بن منبه , إبن جريج , معمر بن راشد , إبن أبي عروبة , سفيان الثوري , الليث بن سعد , مالك بن أنس صاحب موطأ مالك ألخ ألخ ألخ ) !
فقال: ولماذا كل هذا الضجيج حول البخاري وحده !
قلتُ: لأن البخاري جمع واشترط الصحة فيما جمعه , ولو شككوا فيما جمعه سيسهل عليهم التشكيك في غيره ممن لم يشترط الصحة .
فقال: ولكن المشكلة ليست في السنة بل فيما جمعه البخاري .
فقلت: ولماذا عندما يريدون أن يطعنوا في أي حديث يأتوا به من البخاري ولا يأتوا به ممن سبقوه أو عاصروه أو ممن أتوا بعده ؟ فمشكلتهم في السنة ويطعنون بها من خلال الطعن فيما جمعه البخاري, لأن البخاري جمع السنة ولم يخترع من عند نفسه ! أترى إن قلت لك أنفك لا تعجبني , ستُجيبني: أتعيب على الخالق؟ كذلك إن طعنت فيما جمعه البخاري فأنت تطعن في السنة ولا تطعن في البخاري .
فقال: ولماذا التمسك بالأحاديث التي يُثار حولها شبهات !
فقلت: إذا جعلنا هذا مبدأ, فلماذا لا نحذف بعض آيات القرآن الكريم التي تثار حولها شبهات وافتراءات؟
فقال: لا , لأن القرآن ثابت في نقله عن النبي .
فقلت : إذًا العبرة بثبوت الخبر , فإن صح عن النبي قبلناه , وكما يسألك شخص عن آية قرآنية أشتبهت عليه بعض معانيها فتسعى جاهدًا لإزالة الشبهات , فلماذا لا تفعل ذلك مع السنة ؟
فقال: وما الهدف من التشكيك في السنة والتمسك بالقرآن وحده ؟
فقلت: هذا ما يسعون إليه, يريدون أن يقنعوك أن تكتفي بالقرآن وحده, ولكن كيف ستفهمه؟ ربما كل شخص يفهم على هواه وبالتالي كل شخص سيعبد هواه ولن يتقبى لك من الإسلام شئ . فكيف ستفهم هذه الآية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) فهل كل من يلبس إيمانه بظلم لن يدخل الجنة ! فمن سيدخلها إذًا؟ وكيف تلوم على من يُكَّفر الناس إذا فعلوا الكبائر؟ إذًا هناك معنى آخر للظلم أوضحه الرسول عليه الصلاة والسلام ( لَمَّا نَزَلَتْ "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ" شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالُوا أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ (يَا بُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ- صحيح مسلم وغيره ) فالظلم في الآية يعني الشرك ؟ كيف ستنكر على من تسمونهم " ارهابيين" ويقتلون الناس بإسم الدين عندما يقولون لك: أنا فهمت من القرآن أنه يجب عليَّ أن أقتل كل المخالفين كبيرهم بصغيرهم بنسائهم بمرضاهم بعجائزهم !! وإن أتيت له بأي آية أخرى تناقض مفهومه سيأولها على حسب هواه , فأين الضابط؟ . صدقني , السنة حصن آمان لمن أراد أن يفهم ويؤمن بالقرآن .
فهناك عشرات الآيات لم ولن تستطيع فهما بدون السنة , فكيف تأخذ القرآن من النبي وترفض شرحه وتبيانه لما أُنزل إليه ؟ وهل النبي لم يتكلم إلا بالقرآن وبقى صامت طيلة حياته؟ هل فهم الصحابة القرآن دون أن يسألوا النبي عن الدين الجديد الذي سيؤمنون به ! أين عقلك ؟
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق