حتى الحرف لا يأتي في القرآن إلا لضرورة ، ولا يمكنك أن ترفع حرفاً من مكانه أو تستبدله بحرف آخر ..
نرى القرآن يقول:
[ أَلْهَاكُمُ التَّكاثُرْ ( 1 ) ،حَتىَّ زُرْتُمُ الَمقاَبِر ( 2 ) ]
من سورة التكاثر
فلماذا .. زرتم .. لماذا لم يقل سكنتم المقابر ، أو دخلتم المقابر ، أو حللتم في المقابر أو ملأتم المقابر ؟
ولماذا قال " زرتم "
ليلفت النظر إلى أن المقام في القبر مقام مؤقت وأن الدخول إلى القبر دخول زيارة لا دخول سكني .
وتدل على ذلك آية ثانية عن الموت:[ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ]
من سورة آل عمران - من آية ١٥٤
فيصف رقدة الموت بأنها مجرد ضجعة وأن القبر مجرد مضجع ، والضجعة بعدها انتباه وقيام ، وتلك دقة بالغة في التعبير تجعل كل كلمة مقصودة لضرورة ولا يمكن استبدالها .
د مصطفى محمود
من كتاب / القرآن كائن حي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق