الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

قصة مالك بن دينار


 

قصة حقيقية تهز الأبدان وترجف منها القلوب
فأين موضعنا من هذه القصة ؟؟
يقول مالك ابن دينار : بدأت حياتي ضائعاً سكيراً عاصياً ..
أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضر الناس .... افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ... يتحاشاني الناس من معصيتي .
يقول : في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفلة .. فتزوجت وأنجبت طفلة سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديداً .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي .
ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها تفعل ذلك ...
وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوة ....
وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي ،، حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات فلما أكملت .... الــ 3 سنوات ماتت فاطمة
يقول : فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء ،، فعدت أسوا مما كنت ، وتلاعب بي الشيطان ، حتى جاء يوماً فقال لي شيطاني:
لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل !!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب ، فرأيتني تتقاذفني الأحلام ..
حتى رأيت تلك الرؤيا :
رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس ، وتحولت البحار إلى نار ، وزلزلت الأرض ، واجتمع الناس إلى يوم القيامة ، والناس أفواج ، وأفواج ..
وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان ،، هلم للعرض على الجبار ..
يقول : فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي ..
" هلم للعرض على الجبار"
يقول : فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية)
وكأن لا أحد في أرض المحشر ..
ثم رأيت ثعباناً عظيماً شديداً قوياً يجري نحوي فاتحا فمه.
فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً ...
فقلت: آه ،، أنقذني من هذا الثعبان ..
فقال لي : يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ...
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي ..
فقلت : أأهرب من الثعبان لأسقط في النار ؟
فعدت مسرعاً أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف
وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني ..
فبكى رأفة بحالي ..
وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو ..
فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالاً صغاراً فسمعت الأطفال
كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك
يقول : فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقع فأخذتني بيدها اليمنى .....
ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدة الخوف
ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا
وقالت لي يا أبي : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله؟
يقول: يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان !!
قالت : هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟
يقول: وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح ..
أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيرة ما كان هناك شئ ينفعك !!
يقول : فاستيقظت من نومي وأنا
أصرخ : قد آن يارب .. قد آن يارب ، نعم .. ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
يقول: واغتسلت وخرجت لصلاة الفجر أريد التو بة والعودة إلى الله
يقول : دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية:
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "
ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌳 ما الفرق بين قوله تعالى (فتحت أبوابها) في النار و(وفتحت أبوابها) في الجنة في سورة الزمر؟🖌 د/فاضل السامرائي

الفرق بينهما حرف واحد غيّر معنى الآيتين وهو حرف (الواو). في وصف دخول الكفار قال تعالى: (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها) وفي دخول المؤمنين الج...