الأحد، 12 ديسمبر 2021

الفرق بين رسم ( الأصوات ) ورسم ( الأصوت )

 

الفرق بين رسم ( الأصوات ) ورسم ( الأصوت )
زياد السلوادي
ذكرت لفظة (الأصوات) في القرآن الكريم أربع مرات، جاءت ثلاث منها بغير حرف الألف (أصوت) كما في الآيات:
(واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوت لصوت الحمير) لقمان:19.
(يأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض) الحجرات:2.
(إن الذين يغضون أصوتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) الحجرات:3.
وجاءت مرة واحدة بإثبات حرف الألف (الأصوات) كما في الآية:
(يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً) طه:108.
وقد يقول قائل إن الآية الوحيدة التي أثبتت فيها الألف هي تلك التي تتحدث عن أصوات الآخرة، في حين أن الآيات الثلاث التي حذفت منها الألف تتحدث عن أصوات الدنيا. ولكن يظل السؤال قائماً، لماذا لم يكن العكس؟ أي لماذا لم تأت آية الآخرة بغير ألف ولم تأت آيات الدنيا بإثبات الألف؟
حين نتدبر الآيات الأربع جميعاً نجد أن الأصوات الوحيدة التي تتحدث الآية عنها أنها تسمع هي تلك التي تصف الحال في الآخرة، فهي تقول إن الأصوات قد خشعت ولكنها لم تمنع سماع الهمس، (فلا تسمع إلا همساً)، والهمس هو صوت، وحيث أن الآية تصفه بأنه مسموع فقد اقتضى رسم الأصوات أن يأتي بالألف لأن الألف تعني مسافة مكانية واقعة بين مصدر الصوت (الهمس) وبين أذن السامع.
أما الآيات الثلاث الأخرى فلا تتحدث عن سماع الأصوات، فآية لقمان فيها عظة من لقمان لابنه حيث يضرب له مثلا بالأصوات المنكرة وهي صوت الحمير، وآيتا الحجرات تأمر إحداهما المؤمنين بغض أصواتهم، وتمدح الأخرى الذين يغضون أصواتهم.
وعليه فقد رسمت لفظة (أصوات) بالألف حين ذكر السمع، فهي أصوات مسموعة.
ورسمت لفظة (أصوت) بغير الألف حين لم يذكر السمع، فهي أصوات موصوفة.
والله تعالى أعلى وأعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...