الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

آية (5): (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) يس)

اولاً الكلام عن القرآن، بعد أن عظّم القرآن بأن أقسم به (يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)) هذا إذن تعظيم، قسم ووصفه بالحكمة، بعد أن فعل هذا بالتعظيم وبالقسم به ووصفه بالحكمة عظمه بإضافته إلى ذاته (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) ليس كل كتاب فيه حكمة تنزيل العزيز الرحيم، إذن هو عظّمه بإضافته إلى ذاته العلية. نلاحظ أن الكتاب يعظم من ناحيتين، أي كتاب يأتي يعظم من ناحيتين أولاً من حيث ما أودع فيه فإذا كان مضمونه عظيماً فهو عظيم وإذا كان غير ذلك فهو غير ذلك هذا يسموه تعظيم لذاته، ثم تعظيم من حيث مرسِله، من أرسله؟ ترسل كتاباً إلى واحد في دائرة رسمية قد يكون الكتاب ليس بذي قيمة فحواه لكن إذا كان المرسِل ذا قيمة بالغ الأهمية يكتسب الكتاب قيمة من المرسِل. إذن هناك أمران لتعظيم الكتاب من حيث ذاته ومن حيث مرسِله. ثم إن المرسِل صاحب الكتاب الذي أرسله إما أن يكون مرهوباً مخوفاً ذا قوة أو أن يُرجى خيره ويُطمع في نعمته وإما أن يكون مخوفاً محذوراً يُحذر وإما أن يكون عنده خير كثير يُنعِم به على الآخرين ففي الحالتين العظمة تصدر من هذا الكتاب لما قال (تنزيل) جمع بين الترغيب والترهيب، الترهيب في (العزيز) العزة والترغيب في (الرحيم) في رحمته بالآخرين وليس متجبراً إذن فخّم الكتاب وعظّمه من ناحيتين من حيث ذاته وما فيه من الحكمة (حكيم) وعظّمه من حيث مرسِله بصفتي العزيز الرحيم ولذلك جمع بينهما.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...