الخميس، 27 أكتوبر 2022

*في سورة الصافات مع كل الأنبياء يقول (سلام على) ولم يقل ذلك في لوط ويونس فما دلالة هذا؟ د.فاضل السامرائى :

لما ننظر في قصة يونس الواردة في الصافات، هو ذكر عنه عدم الأَوْلى من فعله قال (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)) أبق أي فر هارباً، (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)) مليم يعني أتى فعلاً يستحق اللوم أما مُلام يعني أنت تلومه، هذا إسم مفعول، مليم إسم فاعل من ألام إذا فعل فعلاً يُلام عليه، يستحق اللوم. ربنا قال عن فرعون (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) الذاريات). وقال (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ (145)) لما ذكر عدم الأولى والمؤاخذات عليه هل يقول (سلام على يونس)؟! يعني لا يناسب بعد ذكر هذه المؤاخذات أن يقال له (سلام على يونس). وهو أدخلهم فيما بعد حينما فقال (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)) فدخل فيه يونس ولوط، هذا بالنسبة ليونس. أما بالنسبة لوط فإن قومه فعلوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين وهي حساسة يستحى من ذكرها ولا تكاد تذكر، لوط لم يؤمن به أحد من قومه إلا امرأته فلم ينجو من قومه أحد يذكره بالخير فيما بعد، كلهم أهلكوا وما نجا إلا هو وابنتاه فقط فلا يستقيم أن يقال (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) من الذي سيذكره؟ لا أحد فقال تعالى (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ). هذه مسألة والمسألة الأخرى نرى ماذا ذكر تعالى في لوط في الصافات نفسها لم يذكر أنه دعا قومه إلى شيء ولا حمل رسالة إليهم بخلاف الذين ذكر فيهم ذلك، كل ما قال في لوط (وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137)) لم يذكر أنه دعا قومه إلى شيء بينما الآخرين ذكر دعوتهم، إبراهيم دعا قومه وحاولوا حرقه لكن ما ذكر هذا مع لوط (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ)، ما ذكره في لوط ليس مثل الأنبياء الآخرين. (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) َاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)) ذكر دعوته فقال (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)). يقال أيضاً نوح لم يذكر معه هذا وإنما قال (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77)) جعل ذريته هم الباقون والذرية تذكره فقال (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) إضافة إلى أنه قال (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)) نادانا يعني دعانا، ولم يذكر مع لوط انه دعا، من هو نعم المجيب؟ ربنا سبحانه وتعالى فمن نعمة الإجابة أن يترك عليه في الآخرين. ليس فقط أجبنا وإنما نعم المجيب، دعا وربنا أجاب ونعم المجيب فقال (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏)

  ﺍ ﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏) ﻧﻌﻢ ...انها السكينه و السكن .. ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﺯﻭﺟﺎﺗﻜﻢ !.. ﻓﻤﻦ ﻛﻨﻮﺯ...