الأربعاء، 10 فبراير 2021

سر الفطيرتين

 

🌹 سر الفطيرتين 🌹
============================
كان في البلدة رجل اسمه "أبو نصر الصياد" يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد مدقع ، وفي أحد الأيام وبينما هو يمشى في الطريق مهموما مغموما ً حيث زوجته وابنه يبكيان من الجوع مر على شيخ من علماء المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" ، وقال له : أنا متعب .
فقال له الشيخ : اتبعني إلى البحر
فذهبا إلى البحر ، وقال له صلِّ ركعتين ، فصلى ، ثم قال له : قل بسم الله ،
فقال : بسم الله. .. ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.
قال له : بعها واشتر طعاماً لأهلك ، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم ، والأخرى بالحلوى وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة .
فقال له الشيخ : لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة ( أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير ، ولم يكن ينتظر له ثمنا ) ً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال :
له خذها أنت وعيالك .
وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها ، فنظرا إلى الفطيرتين في يده ، وقال في نفسه : هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا أفعل ؟
ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها ، فقال : لها خذي الفطيرتين ، فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً ، وعاد يحمل الهم فكيف سيطعم امرأته وابنه ؟
وبينما هو يسير مهموما سمع رجلاً ينادي من يدل على أبو نصر الصياد؟
فدله الناس على الرجل ، فقال له :
إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات ، ولم أستدل عليه ، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك .
يقول أبو نصر الصياد :
وتحولت إلى أغنى الناس و صارت عندي بيوت وتجارة ، وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.
ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي .
وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد : أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك ، فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي ، فرجحت السيئات .
فقلت : أين الأموال التي تصدقت بها ؟ فوضعت الأموال ، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس ، أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً ، ورجحت السيئات ، وبكيت وقلت : ما النجاة؟
وأسمع المنادي يقول : هل بقى له من شيء ؟
فأسمع الملك يقول : نعم بقيت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات .
فخفت وأسمع المنادي يقول : هل بقى له من شيء؟
فأسمع الملك يقول : بقى له شيء .
فقلت : ما هو؟
فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع ، فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات ، ففرحت فأسمع المنادي يقول : هل بقى له من شيء؟
فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح و ترجح وترجح كفة الحسنات ، وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا .

فاستيقظت من النوم فزعا أقول : لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏)

  ﺍ ﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏) ﻧﻌﻢ ...انها السكينه و السكن .. ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﺯﻭﺟﺎﺗﻜﻢ !.. ﻓﻤﻦ ﻛﻨﻮﺯ...