الأحد، 10 يناير 2021

الاعجاز الربانى فى الاظافر

 الإعجاز الرباني في الأظافر


خَلَق الله عز وجل في الإنسان أشياءَ تزيده زينةً وبهاءً وجمالًا، وقد يظنُّ الإنسان أنها لا فائدة منها، لكن مع التأمُّل والتدبُّر تظهر عظمة الخالق جل وعلا في خَلْق الإنسان، وفي كل شيء، ولكي يكتشف هذه المعجزات في تركيب جسمه، فينظر إلى أعضاء جسمه ومكوناتها إذا كانت ظاهرةً، والقراءة عنها إذا كانت باطنة، ومِن ثَمَّ يحصل اليقين، وصدق الله عز وجل إذ يقول: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].
فمن هذه الأشياء التي يتزيَّن الإنسان بها - وهو مأمور فيها بتطبيق سننِ الفطرة التي أخبر عنها الصادقُ المصدوق صلى الله عليه وسلم - تقليمُ الأظافر، ونظافةُ الأسنان، والعناية بها، وغير ذلك من السنن، وهذا ما سنحاول الكشف عنه في هذا المقال.
نعمة وجود الأظافر:
الظفر عضو ملحق بالجِلْد مثل الشعر، وهو مركَّب من مادة كيراتينية، ويغطِّي السلامى الأخيرة في أصابع اليدين والرجلين.
وفوائد الأظافر كثيرة منها:
♦ أنها زينةٌ للأصابع.
♦ تحمي أطرافَ الأصابع، وتسندها، وتزيدها قوةً وصلابةً، وتجعلها أكثر رهافةً للحس.
♦ تساعد على أداء الكثير من الأعمال اليدوية بدقَّة متناهية.
♦ في مجال الطب يعرف من خلالها درجة فقر الدم (الأنيميا) حسب اللون ودرجة الاحمرار.
ثَبَتَ علميًّا أنَّ نهاية الدورة الدموية تنتهي تحت الأظافر على هيئة شبكة من الشعيرات الدموية الدقيقة جدًّا التي تعمل على تنظيم درجة حرارة جسم الإنسان؛ فالأظافر تحمي هذه الشبكة المهمة.
تقليم الأظافر من سنن الفطرة:
تقليم الأظافر: ومعناه إزالة ما يزيد عن ملامس رأس الإصبع من الظفر، وهو سُنَّة مؤكَّدة، وهو نوعٌ من النظافة التي حضَّ عليها الإسلام، وجعلها النبيُّ صلى الله عليه وسلم من خصال الفطرة؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظافر، وقص الشارب))؛ رواه البخاري، وهناك أحاديث كثيرة في تقليم الأظافر ومدتها.
فمن المعلوم طبيًّا أنَّ الجراثيم والطفيليَّات والأوساخ تتراكم تحت نهايات الأظافر، فتكون سببًا للعدوى بكثير من الأمراض ومِن ثَمَّ فإنَّ تعاهد الأظافر بالقصِّ، وتعاهد الأيدي بالغسل قبل الطعام وبعد قضاء الحاجة، يُعدُّ وسيلةً وقائيةً مهمَّةً من تلك الأمراض، وتنصُّ بعض المراجع العلمية الحديثة على ضرورة قصِّ الأظافر وتقليمها لعلاج بعض الأمراض المعدية، ومنها مرض الديدان دقيقةِ الذيل كما يُستحَبُّ دفنُ قلامة الأظافر، وعدم إلقائها في القمامة؛ حتى لا تتكاثرَ الميكروبات وبويضات الديدان.
الموانع الشرعية لإطالة الأظافر:
إنَّ عدم قصِّ الأظافر وتركها تطول لتصبح (مخالب) بشريَّة - سواءً كان ذلك إهمالًا، أم جهلًا، أم كان متعمدًا على أنه تقليد موضة - هو خصلة ذميمة مخالفة لسنن الفطرة التي جاءت بها الشريعةُ الإسلامية، وتقليدٌ أعمى لأهل الكفر والضلال، وتشبُّه بالحيوانات والوحوش ذات المخالب، وسببٌ في منع وصول ماء الوضوء إلى مقدَّم الأصابع، وتراكمِ الوساخات تحت الأظافر.
وهناك حكمة عظيمة من تقليم الأظافر عُرِضَت في بعض المؤتمرات العالمية، وهي أنَّ تقليمَ الأظافرِ يتماشى مع نظرة الإسلام الشمولية للزينة والجمال؛ فالله سبحانه وتعالى خَلَقَ الإنسان في أحسنِ تقويم، وجعل جمال الأصابع في تقليمها لاستعمالها في أعراضٍ شتَّى؛ فإطالتها تعوق هذا الاستعمال الذي خَلَق اللهُ من أجله الأظافر، والجزء الذي يزيد عن الأنملة لا قيمة له، ولذلك لا يجوز أن يزيد طولُها على رأس الأصبع؛ ليكون على قدر الغَرَض الذي وُجِد مِن أجله.
الأضرار الصحية الناجمة عن إطالة الأظافر:
1- الجيوب الظفرية بين تلك الزوائد ونهاية الأنامل، تتجمَّع فيها الأوساخ والجراثيم وبيوض الطفيليات المسببة للعدوى.
وهذه نصيحة نقدِّمها للنساء خصوصًا بعدم إطالة الأظافر؛ لأنَّ النساء هن اللواتي يحضرن الطعام، ويمكن أن يُلوثنه بما يَحملنَ من عواملَ ممرضةٍ تحت مخالبهنَّ الظفرية التي لا تزول بالماء والصابون؛ لأن الجراثيم غير مرئية، وتسكن في الجيوب الظفرية.
2- الزوائد الظفرية نفسها تحدث إصابات كثيرة وجروح في الجِلْد أثناء الحركة العنيفة.
3- منع وإعاقة الحركة الطبيعية للأصابع أثناء الإمساك بالأشياء.
4- تسبِّب الإطالةُ تقصُّفَ الأظافر بسبب كثرة اصطدامها بالأشياء، وكذلك خلخلة الأظافر وتضخُّمها لتصبح مشابهةً للمخالب.
ومن المعروف أنَّ كتبَ الجراحة توصي أن يعتني الجرَّاحون والممرضات بقصِّ أظافرهم دومًا؛ لكيلا تنتقلَ الجراثيمَ إلى جروح المرضى أثناء إجراء العمليَّات الجراحيَّة.
إعجاز نبوي:
وضعت السنة النبوية حدًّا أعلى لا يزيد عنه المسلم في ترك أظافره، وهو أربعون يومًا، ويستحبُّ كل يوم جمعة أن يطبِّق الإنسانُ سننَ الفطرة مِن قصِّ الأظافر ونتف الإبط وغير ذلك؛ ليكون المسلم نظيفًا طيِّبَ الرائحةِ مستريحَ النفس.
ومن هنا تتَّضح لنا روعةُ التعاليم النبويَّة في الدعوة إلى تقليم الأظافر كلما طالت، واتفاقُ هذه التعاليم مع ما اكتشفه الطبُّ الوقائيُّ وقواعد الصحة العامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...