الخميس، 24 نوفمبر 2022

*(لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) ما اللمسة البيانية في (فاتكم) و(آتاكم)؟

على ما فاتكم من الخير وأسند الفوت إلى الشيء نفسه و(ما) بمعنى (الذي)، ولا تفرحوا بما آتاكم، من الذي آتانا؟ الله هو الذي آتاهم ولم يقل ما أتاكم. آتاكم أي الله تعالى آتاكم (فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم (36) النمل) أما أتاهم فمن نفسه. آتاكم الفاعل هو الله تعالى وليس الشيء نفسه أما أتاكم فالفاعل هو الشيء الشيء أتاهم من نفسه. آتاكم أي ما آتاكم الله تعالى والله تعالى أسند الخير إلى نفسه وهذه قاعدة في القرآن الكريم (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ (51) فصّلت) (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) الجن) لم يقل بما أفاته عليكم أو بما فوّته عليكم لم ينسبه إلى نفسه. القدر خيره وشره من الله تعالى لكنه قال وإذا مسه الشر. نسب الخير والفرح إلى نفسه تعالى ونسب الفوت إلى الشيء نفسه ولم يجعلهما سواء. في التعبير الطبيعي لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم من الخير فالإنسان يفرح بالخير، لكنه قال بما آتاكم الله من الخير ولم يجعلهما سواء في التعبير لم يقل بما أفاته عليكم أو بما فوّته عليكم لم ينسبه إلى نفسه وكذلك الإيتاء أسنده إليه سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...