الأحد، 20 يونيو 2021

(إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)) وكيف يكون بغير حساب؟

 

ما اللمسات البيانية في الآية (إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)) وكيف يكون بغير حساب؟ (د.فاضل السامرائى)

هو لم يقل بغير حكمة وإنما قال بغير حساب. بغير حساب. هذه العبارة (بغير حساب) تحمل عدة معاني مهمة أولاً معناه لا يحاسبه أحد عما يفعل يرزق من يشاء ولا يسأله أحد لِمَ فعلت هذا؟ وهو لا يحاسب المرزوق على قدر الطاعة يعني هو لا يرزق الناس على قدر طاعتهم (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) الإسراء) يعني ليس الرزق دليلاً على رضى الله عن العبد وليس المنع دليلاً على سخط الله، هذا ليس في حسابه تعالى عندما يرزق، ليس في حسابه أن هذا مطيع فينبغي أن يمنع وليس في حسابه أن هذا عاصي فينبغي أن يُحرم، ربنا قال هكذا (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ) من غير تقتير ثم أمر آخر أنه لا يخشى أن تنفد خزائنه وتنتهي كما سائر الناس، الناس عندما ينفقون شيئاً يتأكدون هل عنده رصيد؟ هنالك أمور ينبغي أن يفعلها لكن ليس عنده رصيد حتى الدول عندما تنفق تحسب حساباً أما رب العالمين يرزق بغير حساب لأن خزائنه لا تنتهي. كل المعاني مقصودة وهذا الإعجاز الذي فيها. ثم من غير حساب من العبد يرزق العبد من غير أن يكون له حساباً (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3) الطلاق) ما كان له حساباً. إذن (بغير حساب) هو لا يُسأل عما يفعل لا يحاسبه أحد ويرزق كما يشاء ولو كان هناك مسؤول في الدولة يرزق عليه تدقيق ومحاسبة لكن ربنا تعالى لا يُسأل عما يفعل، و لايحاسب المرزوق أي لا يرزقه بحسب الطاعة من غير حساب لهذه المسألة ولا يخشى أن تنفد خزائنه ومن غير حساب من العبد يرزقه من حيث لا يحتسب، العبد يُرزق من غير أن يحسب لذلك حساباً. هذا توسع في المعنى، كل هذه المعاني في (يرزق من يشاء بغير حساب) هذه الآية من جوامع الكلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق