(الختر)
هل سمعتم بالختر؟
وما هو الختر؟
بلى يا أحباب سمعنا وقرأنا عن الختر ولكن لم ننتبه.
أذكركم بهذه الآية
{ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُور}
أين الكلمة المقصودة؟
(ختار) صيغة مبالغة من (الختر)
فما الختر ؟
الختر :هو أسوأ وأقبح أنواع الغدر والخيانة
والختار : هو الغدار المخادع الناقض للعهود.
والختار أو (الخاتر) هو من ينقض العهود حتى مع أقرب الناس إليه وعن قصد وعن تببيت نية، والخداع والغدر من طبعه فهو لا يرعى( إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ).
لذلك يربط القرآن الكريم صفة الختر بالكفر ويبالغ فيهما فيقول (ختار كفور) فكل ناقض للعهود خصوصا عهود الله فهو ختار شديد الكفر.
لو تدبرنا آيات الكتاب لوجدنا (ختار كفور)
تأتي مقابلة لأجمل صفتين يتحلى بهما المؤمن وهما (صبار شكور)
صبار شكور / ختار كفور.
نحن نعلم أن الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر، والمؤمن يتقلب في أمره بين هاتين العبوديتين وهو مستقيم في سيره إلى الله.
يحمد ويشكر عند نزول النعمة، ويصبر وبحتسب ويرضى عند الشدة والبلاء
ولكن من الناس (الظالم لنفسه):
عند الشدة وفي المحن وعند حلول البلاء كحال من غشيهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم.
ماذا يفعلون؟
(دعوا الله).،،،. كيف؟
(مخلصين له الدين)
وعاهدوا الله إن أنجاهم من هذه الشدة (ليكونن من الشاكرين)
عاهدوه على التوبة والصلاح، فلما نجاهم إلى البر نسوا ماعاهدوا الله وغدروا ونقضوا العهد، إلا من رحم ربي.
من رحم ربي هو (الصبار الشكور)
الثابت على العهد مع الله الشاكر عند النجاة بل يزداد إيمانا مع إيمانه.
أما (الختار الكفور)
فعند الشدة والكرب يعاهد الله باللسان وقلبه يضمر النقض والجحود والنكران ويحسب أنه يخادع الله وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.
الختر هو أسوأ أنواع الغدر والخيانة وهي من صفات المنافق الذي إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ .
والله المستعان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق