الثلاثاء، 4 مايو 2021

ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺤﺒﻪ ﻓﺜﻖ ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺃﻣﻮﺭﻙ ﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺒﻚ.

 

ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﻓﺮﺍ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺃﻣﻀﺖ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺛﺎﺭﺕ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ، ﻓﺎﻟﺮﻳﺎﺡ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﻫﺎﺋﺠﺔ، ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺼﺮﺥ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺼﻨﻊ، ﺫﻫﺒﺖ ﻣﺴﺮﻋﻪ ﻧﺤﻮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺠﺪ ﺣﻞ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺎﺝ.
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺰﻭﺝ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻫﺎﺩﺋﺎً ﻓﺎﺯﺩﺍﺩﺕ ﻏﻀﺒﺎً ﻭ ﺍﺗّﻬﻤﺘﻪُ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩ ﻭﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﻩ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﺳﺘﻞ ﺧﻨﺠﺮﻩ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺔ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﺣﺎﺩ: ﺃﻻ ﺗﺨﺎﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻨﺠﺮ؟
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻻ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻷﻧﻪ ﻣﻤﺴﻮﻙ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺛﻖ ﺑﻪ ﻭﺍﺣﺒﻪ.
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺎ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻬﺎﺋﺠﺔ ﻣﻤﺴﻮﻛﺔ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﺛﻖ ﺑﻪ ﻭﺃﺣﺒﻪ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻌﺒﺘﻚ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻋﺼﻔﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺻﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺿﺪﻙ ﻻ ﺗﺨﻒ! ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﺤﺒﻚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﻳﺢ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻻ ﺗﺨﻒ! ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺤﺒﻪ ﻓﺜﻖ ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺃﻣﻮﺭﻙ ﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺒﻚ. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...