ٱلضُّعَفَآءِ
وَرَدَت مَرَّتَيْن مرسومتين بِأَلْفٍ ثُمَّ هَمْزَةٍ ( ٱلضُّعَفَآءِ )
كَقَوْلَهُ تَعَالَى [ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَابٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارٞ فِيهِ نَارٞ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢٦٦ ] الْبَقَرَة
وَقَوْلَهُ تَعَالَى [ لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٩١ ] التَّوْبَة
وَبِمُلَاَحَظَة الْآيَتَيْن نَجِد أَنَّ الضَّعْفَ فِيهِمَا هُوَ ضِعْفُ بَدَنِي
وَصَفَ بِهِ فِي الْآيَةِ الْأُولَى صِغَارٌ السِّنّ وَوَصَف بِه كِبَار السِّنّ وصغارهم فِي الْآيَةِ الثَّانِيَةُ كِبَار السِّنّ
كَمَا أَنَّ الْحَالَ الَّتِي تَصِفُ هَؤُلَاء جميعاً هِي حَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا أَيْ إنْ الْآيَتَيْن تتحدثان عَنْ وَضْعِ دُنْيَوِيّ
ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ
وَرَدَت مَرَّتَيْن بِهَمْزَة مَرْسومَةٌ عَلَى وَاو ( ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ )
كَقَوْلَهُ تَعَالَى [ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعٗا فَقَالَ ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ قَالُواْ لَوۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيۡنَٰكُمۡۖ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَجَزِعۡنَآ أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٖ ٢١ ] إِبْرَاهِيم
وَقَوْلَهُ تَعَالَى [ وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ ٤٧ ] غَافِرٌ وَبِمُلَاَحَظَة هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ نَجِد أَنَّ الضَّعْفَ فِيهِمَا هُوَ ضَعْفٌ مَعْنَوِيٌّ ضِدّ الِاسْتِكْبَار فِي الْأَرْضِ
يَصِف أناساً ضعافاً تَابِعَيْن لِأُنَاس مُسْتَكْبِرِين وَرَاضِيَنّ عَن انْقِيَادِهِم لِهَؤُلَاء الْمُسْتَكْبِرِين
كَمَا أَنَّ الْحَالَ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الْآيَتَيْنِ تَصِف وَضْعَاً آخروياً
من خِلَالِ ذَلِكَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْهَم أَنَّ كَلِمَةَ ( ٱلضُّعَفَآءِ ) لَا تُحْمَلُ نَفْس مَعْنًى كَلِمَةِ ( ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ ) بِدِقَّة
رَغِم أَنَّهُمَا مشتقين مِن جِذْر وَاحِد ، وَرَغَم أَنَّهُمَا تلفظان بِصَوْتٍ وَاحِدٍ
وَلَكِن الرَّسْم الْعُثْمَانِيّ مَيَّزَ بَيْنَهُمَا لِتَمَيُّز الْمَعْنَى الدَّقِيق لكلتيهما :
{ ٱلضُّعَفَآءِ } هُم ضِعَاف الْبَدَن بِسَبَب الطُّفُولَة أَوْ كَبَّرَ السِّنِّ ذا كُتِبت بِالْأَلِف وَالْهَمْزَة تَدُلُّ عَلَى ضَعْف بَدَنِي
{ ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ } هُم ضِعَاف الْحِيلَة التَّابِعُون للمستكبرين إذا بِالْوَاوِ وَعَلَيْهَا الْهَمْزَة تَدُلُّ عَلَى ضَعْف معنوى وَأُخْرَوِيّ
إ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق