الجمعة، 16 فبراير 2024

☆سؤالٌ: لماذا ذكر الخوف في آيتي الأعرافِ، فقال في الآية الأولى: 《وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا》و قال في الآيةِ الثانية:《وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًۭا وَخِيفَةًۭ》و الخيفةُ هي الخوفُ، و لم يذكرِ الخوفَ في آيةِ الأنعامِ، و إنما قال:《تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً》و الخفيةُ نقيضُ الجهرِ؟

  تعالى في سورةِ الأعرافِ:《ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {٥٥} وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ》 [الأعراف: ٥٥ - ٥٦ ].

و قال فيها:《وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًۭا وَخِيفَةًۭ وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْأَصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلْغَٰفِلِينَ》[الأعراف: ٢٠٥ ].
و قال في سورةِ الأنعامِ:《قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {٦٣} قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ》[الأنعام: ٦٣ - ٦٤ ].
☆الجوابُ:
إن الدعاءَ و الذكر المذكورين في آيتي الأعرافِ إنما هما في مقامِ العبادةِ، و الخوف المذكور فيهما إنما هو الخوفُ من اللهِ دعاءً و ذكراً.
و أما آيةُ الأنعامِ فهي في مقامِ الخوفِ مما قد يحيطُ بالناسِ في ظلماتِ البرِّ و البحرِ، فلو ذكر الخوف لانصرف إلى هذه الأمورِ المخوفةِ، و لم ينصرف إلى الخوفِ من الله.
و الخوفُ في مثلِ هذه المواطن مما يعتري النفس البشرية، و هذا ظاهرٌ و معلومٌ، و قد أوضحته الآيةُ و سياقها، فقد ذكرَ تضرعهم و تذللهم إليه سبحانه قائلين:《 لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 》و طلبُ النجاةِ إنما يكون من الأمورِ المخوفةِ.
و قال بعد ذلك:《قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ》فسمَّى ذلك كرباً، فاتضح الفرق بين الموضعين فناسب كلُّ تعبيرٍ موضعَه.
🖋- د.فَاضل صَالح السَّامَرَّائيِّ 📚- أَسئِلَةٌ بَيانِيَّةٌ في القُرآنِ الكَريمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏)

  ﺍ ﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏) ﻧﻌﻢ ...انها السكينه و السكن .. ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﺯﻭﺟﺎﺗﻜﻢ !.. ﻓﻤﻦ ﻛﻨﻮﺯ...