تجليات رمضانية { فتبسم ضاحكا من قولها...} قال تعالى ( قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا
مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها، وقال رب
أوزعني أن أشكر نعمتك ، التي أنعمت علي ، وعلى والدي ، وأن أعمل صالحا ترضاه )
تتخيل ملك عظيم تخاطبه نملة مؤدبة وذكية، بخطاب يفيض لطفا وعذوبة، وتعذره وجيشه حتى ولو آذوا قومها بدون قصد فإن الصالحين كسليمان لا يتعمدون إيذاء النمل ولا غيره
تبسم: ابتسامة وقورة يضحك ولم يقهقه متعجبا من لطفها وأدبها فهذا هو أدب الملكََ النبى
..................................................................ا
النمله التى تبسم سيدنا سليمان من قولها : هى التى حذرت باقى النمل من سليمان وجنوده
قال العلماء: ان الله تعالى قد أمر الريح بإبلاغ سليمان بما تسمعه لأن الشياطين أرادوا به
كيدََا وعلم سليمان لغة النمل فعندما ( قالت نمله يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم) نقلت الريح
قولها إلى سليمان عليه السلام فسمعها من بعد ثلاثة ميل وكانت هذه النملة تمشي عرجاء
..................................................................ا
فسبحان من علم النملة وانطقها فقالت: ( إدخلوا مساكنكم ) ولم تقل: ( إدخلوا بيوتكم ) لأن
النمل في حركة دائمة، والحركة عكس السكون ، والمساكن للسكون ، أما البيوت فللمبيت
والنمل لا يبيت فاختارت لفظ مساكنكم ليسكنوا عند مرور سليمان وجنوده-فسبحان المعلم
..................................................................ا
وقالت سليمان وجنوده، ولم تقل جنود سليمان فقط ، حتى يكون سليمان معذور إذا لم ينفذ
باقى النمل أمرها، وأََتت بلفظ سليمان بدون لقب النبي سليمان كدليل أنه معلوم لدي النمل
والنملة مؤمنة لقولها: ( لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون ) لعلمها بإيمان سيدنا سليمان وجنوده فلا يحطمون شىء إلا إذا كانوا لا يشعرون به وتلك من صفـات المؤمنين
..................................................................ا
( فتبسم ضاحكا من قولها ) تبسم سليمان بسرور ضاحكا ولا يضحك رسـول مثل سليمان
لأمر دنيوي إنما لعطايا الله له ولفصاحة النملة وحسن تعبيرها، ولم يتبسم ضاحكا تحقيراََ
لقوله فهو نبى كريم بل هزه قولها وأعاد قلبه إلى الله الذي علمه لغة النمل وأسمعه كلامه
وقال السـعدي : تبسم ضاحكا إعجاباً بفصاحة النملة ونصحها لباقى النمل وحسن تعبيرها
..................................................................ا
قال أبو إسحاق: سأل سليمان النمله لمَ حذرت النمل؟ ألم تعلمى أني رسول الله ولا افعل
فعل ظالم؟ ولم قولتى للنمل: يحطمنكم سليمان وجنوده؟ فقالت له النملة: أما سمعت قولى
( لايحطمنكم ) فأني ما أردت بالتحطيم تحطيم أجساد النمل ، وإنما أردت بالتحطيم تحطيم
قلوب النمل، خشية أن يتمنى النمل مثلما أعطاك الله فيفتتنوا بالدنيا وينشغلوا عن التسبيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق