الأحد، 2 مايو 2021

الفرق بين المثوى والمأوى


انتشر ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ:"ﻭﺟﻌﻞ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﺍﻟﺠﻨﺔ" ﺯﻋﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﻟﻔﻆ " ﺍﻟﻤﺜﻮﻯ " ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺃﻥ ﻟﻔﻆ " ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ " ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .
ﻣﺴﺘﺪﻟﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:" ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺜﻮﻯ ﻟﻠﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ". ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ".
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺯﻋﻢ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻭﺟﻮﻩ :
١ _ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺒﻌﺾ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﭐﻏﻔﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ، ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺰﻳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻬﺎﻡ ،ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
" ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ " ﻳﻮﺳﻒ ‏( ٢٣ ‏) ، ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﻃﻦ ﺇﺣﺴﺎﻥ؟؟ !!!
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :" ﺃﻛﺮﻣﻲ ﻣﺜﻮﺍﻩ " ﻳﻮﺳﻒ ‏( ٢١ ‏) ، ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﻃﻦ ﺇﻛﺮﺍﻡ؟؟ !!!
٢ _ ﺃﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﻠﻪ _ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ _ " ﻭﻣﺄﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ‏( ٧٢ ‏) ؛ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﻃﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ _ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ _ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﺮﺗﻤﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻘﻂ .
٣ _ ﻭﺃﻣﺎ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﻣﻌﺎ ﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ‏) ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻃﻨﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: " ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﻐﻰ ﻭﺁﺛﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ" . "ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻑ ﻣﻘﺎﻡ ﺭﺑﻪ ﻭﻧﻬﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ". ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ‏( ٣٧ _ ٤٠ ‏) .
٤ _ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﻟﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺜﻮﻯ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺮ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻭﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﻼ ﺃﻭﻧﻬﺎﺭﺍ، ﻭﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﺏ ، ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻭﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ .
٥ _ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ " ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ " ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻻ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﻣﻠﻔﻮﻇﻪ ﻛﻤﻦ ﻗﺎﻝ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﻋﺒﺪﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺑﻚ " ﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ .
ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻻ ﺗﻀﻴﻘﻮﺍ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻭﻻ ﺗﺸﺪﺩﻭﺍ ﻓﻴﺸﺪﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺳﻮﺍﺀ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﺃﻭ ﻣﺄﻭﺍﻩ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺪﻋﻮﺍ ﺳﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...