الاثنين، 8 يناير 2024

قال يوسف عليه السلام (ربي قد آتيتني من الملك) (من الملك) ؟؟

 عندما تحدث الله عن يوسف عليه السلام قال (ربي قد آتيتني من الملك) بينما جاءت الآيات عن داؤود ( و آتاه الله الملك والحكمة) وعن الملك نمرود ( ألم تر الى الذي حاج ابراهيم فى ربه أن آتاه الله الملك) فى الأولى (من الملك )لأن يوسف كان وزيرا فقط .. بينما داوود-عليه السلام – و النمرود عليه اللعنة .. كانا ملكين بالفعل ..

و هذه تسمى ( من التبعيضية ) ..
ظهر ذلك فى العديد من الآيات .. كقول إبراهيم ( ربنا إني أسكنت “من” ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ..) فنبى الله ابراهيم ترك زوجته هاجر وابنها اسماعيل، ومعلوم أن لابراهيم زوجة أخري وهى سارة التى أنجبت له إسحق .. لذلك قال (أسكنت من ذريتى .. و ليس أسكنت ذريتى ) .. .
و مثلها قوله (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ فحرف الجر (من) في قوله تعالى: (مما)- وأصلها (من ما) هو (من) التبعيضية، أي: بعضاً مما تحبون، إذ لا يجوز لأحد أن ينفق كل ما يملك أو يتصدق به، ويبقى فقيراً بعد ذلك لا يملك شيئا
و كذلك قوله تعالى ( يكفّر عنكم سيئاتكم ) أتت كثيرا فى القرآن الكريم بهذه الصيغة إلا آية واحدة ذكرت فيها ( و يكفر عنكم من سيئاتكم )
(﴿إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
أي: بعض سيآتكم لا كلّها، وهي خطابٌ خاصّ بمن يتصدق قليلاً أو كثيراً ولا يلتزم بالاستقامة التي ترضي الله فينطلق وراء الشهوات المحرمة، ولا سيما سراً أو في سفره وبعده عن أهله وبلده، ظاناً أن صدقاته التي قدمها للفقراء ستكون سبباً لتكفير سيأتيه كلها، فجاءت هذه الآية الكريمة لتوقظه من غفلته ..
اللهم فقهنا فى ديننا و أرزقنا حب القرآن و أجعلنا من أهله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌳 ما الفرق بين قوله تعالى (فتحت أبوابها) في النار و(وفتحت أبوابها) في الجنة في سورة الزمر؟🖌 د/فاضل السامرائي

الفرق بينهما حرف واحد غيّر معنى الآيتين وهو حرف (الواو). في وصف دخول الكفار قال تعالى: (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها) وفي دخول المؤمنين الج...