ثم أن القرآن العظيم أبانَ عن حقيقة وادٍ آخر هو وادي سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي هداه الله تعالى إليه ليبني فيه بيته المحرم (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (37 إبراهيم).
كما أن القرآن العظيم قد أنبأنا عن وادٍ عجيبٍ آخر هو وادي النمل الذي مكَّن اللهُ تعالى سيدنا سليمان عليه السلام من أن يفقه ما قالته نملةٌ من نمله (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (17 -18 النمل).
ولقد ذكر قرآن الله العظيم الوادي الذي كانت ثمود تُقطِّع صخرَه وتنحته (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي) (9 الفجر). ومن هذا الصخر ذاته أخرج اللهُ تعالى لثمود ناقته آيةً عظمى، إذ كيف تنبجس من الصخرِ الأصم ناقةٌ حية من لحمٍ ودم إن لم يكن الله هو مَن بثَّ الحياة في هيأتها المنحوتة من صخر واديهم هذا؟!
وأخيراً جاءتنا سورة التوبة بتوصيفٍ لطائفةٍ من أهل المدينة امتدحهم الله تعالى في الآية الكريمة (وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون) (121 التوبة). فهؤلاء المؤمنون الصادقون ما قطعوا وادياً في سبيل الله إلا وكتبه اللهُ تعالى عملاً صالحاً لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق