لو أنك نظرت إِلَى ترتيب الأذن فِي الإنسان وفي عدد من الحيوانات الأخرى؛ فلا يمكن أبدًا لأي عاقل أن يتصور حدوث ذَلِكَ عَنْ طريق المصادفة، للأذن طبلة تستقبل الموجات الصوتية، فتتذبذب تلك الطبلة، هذه الذبذبات تؤثر فِي ثلاث عظام دقيقة مرتبة ترتيبًا معينًا، والضغط على جانبي الطبلة ينبغي أن يكون متساويًا، لهذا الغرض تمتد أنبوبة خلف الطبلة تُوصِلُ إِلَى تجويف الأنف؛ لكي يكون هُنَاكَ تعادل بين الضغط فِي الجانبين – أي فِي جانبي الطبلة -، لِذَلِكَ إِذَا ركبت الطائرة واختلف ضغط الهواء؛ يقال لك: افتح فمك، تنفس من فمك، وإلا طارت الطبلة؛ لأن الضغط يكون شديدًا، ولا يكون الضغط خلف غشاء الطبلة من الداخل مساويًا للخارج، فمع الضغط يمكن أن يطير، فيقول لك حينئذ: تنفس من فمك؛ لكي تعادل الضغط فِي الداخل مع الضغط على الطبلة طبلة الأذن من الخارج.
فهُنَالِكَ أنبوب خلف الطبلة يوصل
إِلَى تجويف الأنف، ويصل بالجزء الداخلي للأذن عظمة تشبه القوقعة فِي شكلها،
وظيفتها تحليل الصوت، وهي تؤدي وظيفة أخرى هي مسألة الحفظ على التوازن، ولِذَلِكَ
الَّذِينَ يدورون يدورون؛ يختل هذا السائل الَّذِي يحفظ التوازن فِي القوقعة فِي
الأذن الداخلية، فإذا ما اختل؛ لا يستطيع هو أن يحفظ توازنه، وهذا يفعله الصبيان
أو الغلمان أو الأطفال عَنْدما يدورون، ثم لا يستطيع الواحد منهم أن يحفظ توازنه؛
من أجل أن هذا السائل حدث له اختلال؛ لِأَنَّهُ مثلُه - لا أقول هو مثل؛ بل مثله -
ميزان الماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق