السنة والعام: أشهر ما قيل أن السنة تستعمل {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف130 حتى يقال أسنت الناس أي أصابهم قحط، العام بمعنى الخصب والرخاء {ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }يوسف49. حتى في قوله تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }العنكبوت14 ألف سنة فيها شدّة وارتاح خمسين سنة فقط. هذا أشهر ما قيل في كلمة عام وسنة في المعجمات
.الحول: من التحوّل انقلاب دوران الشمس وصيف وشتاء هذا أصلها. لكن كيف يأتي استعمال الحول في القرآن؟. الحول تدل على شتاء وصيف ولفظها من التحول لما صار تحول صار صيفاً وشتاء صار حولاً. الحول لم يستعمله القرآن إلا في الطلاق والموت فقط في عموم القرآن لم ترد كلمة حول إلا في هذا {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة240 و{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ... }البقرة233 لو لم تكن مطلقة هو مكلف بالزوجية، سياق الآية كلها في المطلقات. (وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) لأنها مطلقة ولم لم تكن مطلقة لكان مكلفاً بها بالزوجية.
بينما قال {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14، (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) لم يقل عامين كاملين لأن الموت تحول في الحياة والطلاق تحول في الحياة. ليس هذا فقط، أصلاً فعل حال يحول يأتي بمعنى حجز {... وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }هود43 حجز بينهم، وهنا الآية أن هناك حاجز بينهما والموت حاجز والطلاق حاجز. ومن أعجب الاستعمالات مع أن الدلالة تدل على فترة زمنية محددة لكنها الواضح أن هناك فوارق لغوية ومن غرائب الدقة والاستعمال أن الحياة تحولت هذه أصبحت مطلقة والأخرى توفى زوجها إذن صار تحول في الحياة. (حولين كاملين) (وفصاله في عامين) الموقف يكاد يكون واحداً لكن الظروف مختلفة فاستخدم هنا كلمة غير الكلمة الأخرى.
دقة متناهية في استخدام اللفظة القرآنية.
الحجج: الحِجّة تأتي بمعنى السنة {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ...}القصص27.
الحج أصل الكلمة في اللغة الزيارة تدل على قصد الزيارة ولكن استعملت في العبادة المعروفة وفي الأصل الحج القصد للزيارة لكن في العبادة شيء خاص، صارت زيارة البيت الحرام بمواقيت معينة ومناسك معينة. الزائر ينبغي أن يعود إلى أهله لأن الزائر لا يبقى، موسى جاء فاراً وليس في دار إقامة {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ ...}القصص29 إذن هي ليست إقامة وإنما زيارة واستعمل ما يدل على الزيارة جاء فارّاً إلتجأ زائراً ثم عاد فاستعمل ما يدل على الزيارة وليس ما يدل على الإقامة. عام وسنة وحول لا تدل على الزيارة. ما نراه مترادفاً هناك سمات فارقة بين كلمة وأخرى ولذلك قال (ثماني حجج) ولو قال عام أو سنة أو حول لا تدل على المعنى المطلوب. أنسب شيء أن يقول حجج في هذه الآية، جمع السنين تصبح عامة وليست مخصصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق