الاثنين، 1 يوليو 2024

أيَّامُ الحَرِّ الشَّدِيدَةُ هَذِهِ تُذَكِّرُنَا بِقِصَّةِ أَصْحَابِ الأَيْكَةِ، قَوْمِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَقَدْ أَخَذَهُمْ "عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ"، الَّذِي قَالَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: "إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ".

رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ مَوْجَةَ حَرٍّ شَدِيدَةٍ، وَشَمْسًا مُلْتَهِبَةً، أَلْهَبَتْ بُيُوتَهُمْ وَشَوَارِعَهُمْ وَلَمْ يَنْتَفِعُوا يَوْمَئِذٍ بِظِلٍّ، وَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ وَلَا يَرْتَوُونَ.
حَتَّى أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْفِرُونَ السَّرَادِيبَ وَيَدْخُلُونَ فِيهَا رَجَاءَ الظِّلِّ فَتَتَحَوَّلُ عَلَيْهِمْ حَرًّا مُحْرِقًا، وَكَانُوا يَهْرُبُونَ فِي الصَّحْرَاءِ وَيَدْخُلُونَ الْجُحُورَ وَالْكُهُوفَ حَتَّى أَنَّ الْوَاحِدَ مِنْهُمْ يَرَى السَّبُعَ يَنْتَظِرُهُ لِيَفْتَرِسَهُ فَيَدْخُلُ رَغْمَ ذَلِكَ!
حَتَّى جَاءَ الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ "يَوْمُ الظُّلَّةِ" فَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهِمْ سَحَابَةً ظَلَّلَتْ عَلَيْهِمْ، فَاسْتَحْسَنُوا بَرْدَهَا، فَأَخَذَ يُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى إِذَا تَكَامَلُوا تَحْتَهَا، أَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ نَارًا!
لِمَاذَا كُلُّ هَذَا؟ وَمَا الذَّنْبُ الْعَظِيمُ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ لِيَسْتَحِقُّوا هَذَا الْعَذَابَ الْمُؤْلِمَ؟! رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَصِفُ لَنَا دَعْوَةَ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَهُمْ فَيَقُولُ:
"أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ".
كَانُوا يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ!! سَرِقَةٌ فِي الْمِيزَانِ، وَإِنْقَاصٌ فِي الْكَيْلِ، وَغِشٌّ وَنَهْبٌ.. فَسُبْحَانَ اللهِ، كَمَا ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ يُغْنِيهِمْ، عَذَّبَهُمُ اللهُ بِمَا ظَنُّوهُ نَجَاةً وَمَلَاذًا لَهُمْ.
قال تعالى ؛-
﴿فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله﴾
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق