الخميس، 23 يونيو 2022

الفرق بين رسم ( جزاء ) ورسم ( جزؤا ) .


 الفرق بين رسم ( جزاء ) ورسم ( جزؤا ) .

الجزاء هو ما يحصل عليه الإنسان كعقوبة على كفره أو سيئاته أو ما يحصل عليه الإنسان كثواب على إيمانه وعمله الصالح ، وقد وردت لفظة ( جزاء ) مرسومة بالألف عشرات المرات في الآيات القرآنية كلها يشير الى ذلك من مثل :
( والسارق والسارقه فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكلا من الله والله عزيز حكيم ) المائدة : 38 .
( فاثبهم الله بما قالوا جنت تجرى من تحتها الانهر خلدين فيها وذلك جزاء المحسنين ) المائدة : 85 .
( ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى الموءمنين وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكفرين ) التوبة : 26 .
( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) الرحمن : 60 .
(.. والفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم ) يوسف : 25 .
( جنت عدن تجرى من تحتها الانهر خلدين فيها وذلك جزاء من تزكى ) طه : 76 .
وكثير من الآيات الأخرى التي وردت فيها لفظة ( جزاء ) مرسومة بالألف ، وكلها تشير الى عقوبة أو ثواب .
أما لفظة ( جزؤا ) مرسومة بالواو فلم ترد في معرض الثواب أبداً بل إن جميع مرات ورودها تشير الى العقوبة فقط ، وكذلك فإن من خصائصها أنها عقوبة محصورة في ذنوب محددة هي الظلم والبغي والإفساد في الأرض من مثل :
( إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزؤا الظالمين ) المائدة : 29 . لاحظ أن ( جزؤا ) بالواو خاصة هنا بالظالمين .
( فكان عاقبتهما أنها في النار خالديْن فيها وذلك جزؤا الظالمين ) الحشر : 17 . لاحظ أيضاً أن ( جزؤا ) بالواو خاصة بالظالمين .
( إنما جزؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) المائدة : 33 . لاحظ أن كلمة ( جزؤا ) مرسومة بالواو لأنها عقوبة الإفساد في الأرض .
( قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم ، قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ، قالوا فما جزؤه إن كنتم كاذبين ، قالوا جزؤه من وجد في رحله فهو جزؤه كذلك نجزي الظالمين ) يوسف 72 – 75 . ومن الملاحظ في هذه الآيات الكريمة أن إخوة يوسف قالوا ( ما جئنا لنفسد في الأرض ) وقالوا أيضاً ( كذلك نجزي الظالمين ) ، فاجتمع في الآيات ذكر الإفساد في الأرض وذكر عقوبة الظالمين ، وكلا الأمرين عبرت الآيات عن عقوبته بلفظة ( جزؤا ) في ( فما جزؤه ، قالوا جزؤه من وجد في رحله ، فهو جزؤه ) .
ولذلك فجميع المرات التي ورد فيها تعبير ( وذلك جزؤا الظالمين ) جاءت كلمة جزؤا بالواو ولم ترد مع الظالمين بالألف أبدا .
غير أن آيتين تشابهتا في التعبير عن أن جزاء سيئة سيئة مثلها ، ولكن إحدى الآيتين ورد فيها الرسم بالواو ( جزؤا ) بينما ورد في الأخرى بالألف ( جزاء ) ، ولعل في شرح الفرق في الآيتين ما يثبت كلامنا .
الآية الأولى ( جزاء ) بالألف ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) يونس : 27 .
الآية الثانية ( جزؤا ) بالواو ( وجزؤا سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) الشورى : 40 .
نلاحظ أن آية سورة يونس تتحدث عن مطلق السيئات بأن جزاء سيئة بمثلها ولهذا جاء رسم كلمة ( جزاء ) بالألف . بينما آية سورة الشورى تتحدث عن الظالمين ، حيث أن الآية التي تسبقها ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) الشورى : 39 . أي أنهم ينتصرون ممن بغى عليهم ، ثم تقرر الآية التالية بأنه يجوز لمن بُغي عليه أن يرد السيئة بسيئة مثلها وينتصر لنفسه ، ثم تقرر بأن الله لا يحب الظالمين . ونلاحظ أن كلمة ( جزؤا ) قد رسمت بالواو لأنها جزؤا للبغي وللظلم .
وعليه فإن رسم كلمة ( جزاء ) بالألف يعبر عن عقوبة الكفر والسيئات أو عن ثواب الإيمان وعمل الصالحات .
أما رسم كلمة ( جزؤا ) بالواو فلا يعبر عن ثواب ، بل يعبر عن عقوبة البغي والظلم والإفساد في الأرض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏)

  ﺍ ﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ‏(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ‏) ﻧﻌﻢ ...انها السكينه و السكن .. ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﺯﻭﺟﺎﺗﻜﻢ !.. ﻓﻤﻦ ﻛﻨﻮﺯ...