الثلاثاء، 24 مايو 2022

الفرق بين الكفر والشرك


قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) الكهف) ذكر الكفر في الآية الأولى وفي الثانية ذكر الشرك فما الفرق بين الكفر والشرك؟(د.فاضل السامرائى)
أولاً الكفر أعم من الشرك، كل مشرك كافر ولكن ليس كل كافر مشرك. الكافر غير مؤمن لكن ليس بالضرورة مشرك. معنى الكفر من أنكر شيئاً من الدين بالضرورة بمعنى ستر والشرك أن يجعل مع الله شريكاً هذا أكبر من الكفر وهذه أكبر الكبائر (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ (48) النساء) فإذن الكفر أعم الواحد يوحّد يقول ليس معه أحد سبحانه وتعالى لكن ينكر اليوم الآخر، الشرك هو جزء من الكفر من جعل لله نداً هو كافر ولكن ليس كل كافر مشرك لأنه لم يشرك بالله أحداً هو ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة فقط إذن الكفر أعمّ. قال (أَكَفَرْتَ)هذا عام دخل فيه الشرك. يبقى لماذا قال (وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38))؟ لأن صاحب الجنة مشرك وليس فقط كافر بدليل أنه قال (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)) إذن هو مشرك (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)) هو لم يشرك بالله فقط وإنما لم يؤدِّ حق جنتيه وكفر نعمة الله عليه إذن هو أشرك وكفر هذا الذي دخل جنته ربنا أنعم عليه فإذن هو لم يؤدي شكر النعمة والشكر يقابله الكفران (لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (40) النمل) فإذن لم يشكر النعمة وكفر بالله وأشرك فجمع المسائل كلها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ﴾ [البقرة آية:٢]عرض وقفة أسرار بلاغية د.فاضل صالح

آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  : * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن من ناحية اللغة كلمة قرآن في ...