الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

زينب بنت رسول اللله وابوالعاص

 جاء أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وقال: أريد زاوج أبنتك زينب

فقال له : لا أفعل حتى أستأذنها ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب
وقال : ابن خالتك جاءني وذكر إسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟
فاحمرّ وجهها وابتسمت. فخرج النبي لأبى العاص موافقاّ على زواجه بزينب
وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، وأنجبت منه ابنها 'علي' وابنتها ' أمامة
وعندما أصبح أبوها صلى الله عليه وسلم نبياً
كان أبو العاص مسافراً وعندما عاد علم بالخبر وأن زوجته قد أسلمت
ودخل عليها فقالت له: عندي لك خبر عظيم لقد بعث أبي نبياً وأنا أسلمت وما
كنت لأُكذِّب أبي وإنّه لصادق أمين وأسلمت أمي وإخوتي وابن عمى على
وابن عمتك عثمان بن عفان وصديقك أبو بكر الصديق وغيرهم كثيرين
فقال : أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذل قومه وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته
وظل أبو العاص على كفره حتى جاءت هجرة النبى، فذهبت زينب إلى أبيها
وقالت: يا رسول الله أذن لي أبقى مع زوجي . فقال لها : أبق مع زوجك وأولادك
ثم حدثت غزوة بدر فقرر أبو العاص الخروج للحرب في صفوف جيش قومه قريش
أنه خبر مؤلم - زوجها يحارب أباها - وكانت زينب تخشى هذه اللحظة
وإنتهت المعركة بهزيمة قريش وأسر المسلمين أبو العاص وذهبت الأخبار إلى مكة
فسألت زينب: ماذا فعل أبي؟ قيل لها: انتصر: وماذا فعل زوجي؟ قالوا: أسره حموه
فسجدت شكراً لله على نجاة ابيها وزوجها. وقالت: أرسل في فداء زوجي.
لم يكن لديها شيئاً تفتدي به زوجها فخلعت عقد أمها من صدرها وأرسلت به
مع شقيق أبي العاص الذى قدم إلى رسول الله وكان جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى
فلما رأى النبى عقد خديجة سأل: فداء من؟ قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع.
فقال: هذا عقد خديجة ونهض وقال: أيها الناس إن هذا الرجل ما ذممناه صهراً
فهلا فككتم أسره؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟ فقالوا: نعم يا رسول الله.
فأعطى النبي العقد لأبى العاص وقال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة.
يا أبا العاص الله أمرني أنْ أُفرِق بين المسلمة والكافر فهلا رددت إلى ابنتي؟ قال: نعم أستقبلت زينب أبا العاص فى أول مكة فلما رآها قال: سترحلين إلى ابيك
قالت: لم؟ قال: دينك يفرق بيني وبينك, فقالت: أترافقني وتُسلِم؟ قال: لا.
فذهبت مع أولادها إلى المدينة وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها فكانت ترفض
على أمل أنْ تعود لزوجها وبعد 6 سنين خرج أبو العاص فى قافلة إلى الشام وفى عودته
تسلل إلى بيت زينب خائفاََ وطرق بابها قبيل الفجر تاركاََ تجارته أخذها المسلمين
فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟ قال: بل جئت هارباً.
قالت: لا تخف. مرحباً يا ابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة.
وكان النبي يؤم الناس في صلاة الفجر إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجرت
أبو العاص بن الربيع. قال النبى: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم يا رسول الله
قالت زينب: يا رسول الله أبا العاص ابن خالة وأبو الولد وأجرته فوقف النبي
وقال: يا أيها الناس هذا الرجل ما ذممته صهراً. فإن قبلتم جوارها له وتردوا له تجارته
وتتركوه يعود إلى بلده، فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم ولا ألومكم عليه.
فقال الناس: بل قبلنا يا رسول الله.
فقال النبي: قد أجرنا من أجارت يا زينب. وذهب معهم عند بيتها
وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك فإنّه لا يحل لك. فقالت : نعم يا رسول الله.
وأخذ ابو العاص مال تجارته وعاد إلى مكة. وعند وصوله إلى مكة وقف
وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل لكم شيء؟ قالوا: بل وفيت وأحسنت.
قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ورحل للمدينة وتوجه للنبى
وقال: يا رسول الله أجرتني وجئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟ فأخذه النبي وقال: تعال معي.
ووقف على باب زينب وقال: يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي ليراجعك فهل تقبلين؟ فأحمرّ وجهها وابتسمت. وبعد سنه من هذه الواقعة ماتت زينب
فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه
فيقول : والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب ومات بعدها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفرق بين المرضع والمرضعة ؟

  تأملات في البلاغة القرآنية : قال تعالي : " يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع ك...